الرجل الحامل

الرجل الحامل

عبدالمحسن سلامة

كدت أن أصدق ما نشرته السوشيال ميديا عن شخص يدعى أحمد فاتح أو أحمد بلعيد، وأنه فنان جزائرى مقيم فى أوروبا وشاذ جنسياً ومتزوج من مواطن عربى يحمل الجنسية السعودية، وأن هذا الشخص خاض تجربة الحمل والولادة بعد إجراء عملية تحول جنسى، ثم حدثت له مضاعفات صحية خطيرة توفى على إثرها.

اشتعلت مواقع «الكذب ميديا» أو السوشيال ميديا بهذا الخبر، وتناقلته صفحات كثيرة، وانهالت التعليقات الرافضة، واختلطت التعليقات بالهجوم على الأشخاص والدول، وهكذا تحولت قصة كاذبة لا أساس لها من الصحة إلى واقعة يروجها البعض، ويتم تداولها كأنها حقيقة.

البعض نسب الخبر إلى صحيفة بريطانية، وهو ما لم يحدث، والبعض أجتهد بأشكال أخرى ليؤكد تلك الاكاذيب، حتى أكدت مصادر جزائرية مؤخراً عدم وجود فنان جزائرى بهذا الاسم لينتهى ذلك اللغط وتلك الأكاذيب.

المصادر الطبية أكدت أن حمل الرجل مستحيل إلا إذا كان أنثى فى الأصل يحمل أعضاء أنثوية مثل بعض الحالات المثيرة للغثيان، على غرار حالة مواطن أمريكى يدعى «توماس بيتى» كان فى الأصل امرأة، ثم قام بتغيير هويته من أنثى إلى ذكر بعد حقن نفسه بهرمون الذكورة، لكنه عاد مرة أخرى إلى هويته الأنثوية.

هناك حالات مماثلة لإناث أخريات من حالات العيوب الخلقية أو الشذوذ الجنسى، لكن فى كل الأحوال لابد أن تكون هناك أعضاء أنثوية لاستكمال عمليات الحمل والولادة.

المشكلة الخطيرة هى فى وسائل السوشيال ميديا والترويج لمثل هذه القاذورات، وقدرتها على ترويج الأكاذيب، والأخطر هو الجرى وراء تلك الشائعات، وتصديقها، والتعامل معها على أنها حقائق دون إمعان التفكير، أو على الأقل عدم ترويجها، وإهمالها، وهو أضعف الإيمان.

أعتقد أن القادم أخطر، خاصة بعد إدخال تقنية الذكاء الاصطناعى الخطيرة والمتشعبة، وهو الطوفان القادم المملوء بالأكاذيب، والشائعات، والمخاطر على كل المستويات.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات