اليوم هو عيد الأضحي المبارك .. كل عام وأنتم بخير، وهو العيد الذي يرمز دائما إلي التضحية والفداء، ومن هنا كانت سُنة الأضحية التي يقوم بها المسلم القادر إحياء لما قام به سيدنا إبراهيم عليه السلام، وتأكيدا لسُنة النبي محمد ــ صلي الله عليه وسلم ــ حينما ضحي بـ«كبشين» عظيمين، الأول عن نفسه والثاني عن جموع المسلمين غير القادرين.
بالأمس انتهي حجاج بيت الله الحرام من أداء الركن الأعظم والوقوف بعرفة الذي يبدأ من شروق يوم التاسع من ذي الحجة حتي أذان المغرب، وبعدها تحرك الحجاج إلي المزدلفة والوقوف فيها لأداء صلاتي المغرب والعشاء، وجمع الجمرات، والمبيت فيها حتي صباح يوم العيد أو الاكتفاء بالوجود حتي منتصف الليل، ثم التحرك إلي مكة لأداء طواف الإفاضة أو التحرك إلي مني بحسب ظروف كل حاج طبقا للحديث الشريف «أفعل ولا حرج»، فيما يخص التقديم والتأخير.
يبدأ الحجاج اليوم في خلع ملابس الإحرام التي هى أقرب ما تكون إلي «الكفن» ويتكون «الإحرام» من قطعتين من القماش غير المخيط من أجل استحضار هيبة الموقف وجلاله.
أصعب أيام الحج وأجملها علي الإطلاق هي خمسة أيام تبدأ من مساء الثامن من ذي الحجة وتنتهي في الثاني عشر من الشهر الكريم، حيث التحرك الجماعي وارتباط المشاعر بتوقيتات بعينها وأماكن معينة لا بديل عنها.
جهود جبارة تقوم بها المملكة العربية السعودية كل عام ليخرج موسم الحج بأفضل صورة ممكنة، وتحقيق أعلي انسيابية وراحة لحجاج بيت الله الحرام، ولا يكاد يمر عام واحد دون تطوير هائل وطفرة ملموسة تنعكس إيجابيا علي أداء فريضة الحج.
وسط كل هذه المشاعر الفياضة والنفوس العالقة ببيت الله الحرام لا يمكن أن ننسي مأساة إخوة لنا في غزة يعانون الجوع والخوف، بعد أن فقدوا كل شىء من مقومات الحياة الإنسانية البسيطة علي يد محتل غادر يقتل فيهم ليل نهار، في أبشع حرب إبادة انسانية في العصر الحديث.
التعليقات