ما بين مصر والكويت

ما بين مصر والكويت

عبدالمحسن سلامة

زيارة الشيخ مشعل الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت، إلى مصر حاليا تعكس حجم العلاقات بين الدولتين الشقيقتين فى جميع المجالات، ومن شأنها أن تعطى دفعة قوية لتلك العلاقات المتجذرة والقوية والتى تعد نموذجا يحتذى به للعلاقات «العربية ــ العربية».

وقفت مصر بصلابة فى مواجهة الغزو العراقى للكويت عام 1990 والذى قام خلاله الرئيس الاسبق للعراق صدام حسين بغزو الكويت والاستيلاء على كامل أراضيها.

رفضت مصر ذلك بقوة، وشاركت فى عملية تحرير الكويت عام 1991 وكان الجيش المصرى يشكل ثانى أكبر قوة عربية فى قوات التحالف، وفتحت مصر أبوابها للأشقاء الكويتيين بكل ترحاب، واستقبلتهم فى وطنهم الثانى كأشقاء للمصريين قولا وفعلا.

لم تكن حرب تحرير الكويت إلا حلقة من حلقات التعاون الوثيق والإستراتيجى بين الدولتين الشقيقتين، حيث كان الرئيس جمال عبدالناصر أول من هنأ الكويت باستقلالها وساندها فى ذلك، وفى حرب أكتوبر المجيدة شاركت الكويت بما يقارب «ثلث» قواتها المسلحة المتمثل فى لواء «اليرموك» فى تلك الحرب المجيدة على الجبهتين المصرية والسورية، كما كانت الكويت من بين الدول التى شاركت فى حظر تصدير النفط إلى دولة الاحتلال الإسرائيلى.

العلاقات المصرية ـ الكويتية تدخل مرحلة جديدة بزيارة الشيخ مشعل الأحمد الصباح أمير الكويت مصر حاليا واللقاء مع شقيقه الرئيس عبدالفتاح السيسى، من أجل تعميق العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، وتوحيد الرؤى فى جميع المجالات السياسية المتعلقة بالشأن الإقليمى والدولى، وكافة القضايا المصيرية عربيا ودوليا.

هناك العديد من الأزمات المشتعلة فى المنطقة بدءا من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مرورا بالحرب الدائرة فى السودان وكذلك أزمة اليمن التى لاتزال تبحث عن حل، وكلها أزمات ومشكلات تحتاج إلى تفاهم عربى عميق بشأنها والتوصل إلى خطوط مشتركة وأفعال متوافقة فى كل هذه القضايا، من أجل البحث عن مخرج لتلك الازمات الطاحنة.

على الجانب المقابل، فإنه من المتوقع أن تسهم زيارة أمير الكويت الحالية مصر فى الدفع بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى الأمام، خاصة أن الاستثمارات الكويتية تحتل مكانة متميزة بين الاستثمارات العربية فى السوق المصرية، ومن المتوقع أن تشهد تلك العلاقات نقلة نوعية جديدة فى ظل إجراءات الإصلاح الاقتصادى الذى تقوم به مصر حاليا وتذليل جميع العقبات أمام الاستثمارات الأجنبية والعربية، على غرار مشروع رأس الحكمة الأخير الذى يعتبر نموذجا رائعا فى هذا المجال.

نقلا عن جريدة الأهرام

Comments