سرحت بخيالى أثناء حضورى المؤتمر الصحفى للرئيسين عبدالفتاح السيسى، ورجب طيب أردوغان، فى الاتحادية بعد ظهر أمس الأول الأربعاء حيث جاءت الزيارة بعد نحو ١٢ عاما من زيارة الرئيس التركى لمصر.
خلال هذه الفترة جرت مياه كثيرة فى العلاقات المصرية- التركية ما بين شد وجذب، وصعود وهبوط، وتوترات ومحاولات تهدئة، حتى جاءت الزيارة لتكسر تلك الظواهر، ولتكون بداية مرحلة جديدة من التعاون الإستراتيجى بين مصر وتركيا، وتوقيع الإعلان المشترك حول إعادة تشكيل مجلس التعاون الإستراتيجى الرفيع المستوى بين مصر وتركيا برئاسة رئيسى البلدين.
ما حدث خلال الفترة الماضية فى العلاقات المصرية - التركية يؤكد صدق توجهات السياسة المصرية، وحسن إدارة نقاط الاختلاف من جانب الدولة المصرية.
ميزة الرئيس عبدالفتاح السيسى أن لديه رؤية إستراتيجية واعية وعميقة، ويدير الملف بهدوء وحكمة دون تطرف أو انفعال، أو تهور فى وقت الأزمات.
مصر لديها أجهزة وكيانات عظيمة اكتسبت خبرات رائعة على مدار تاريخها، وتراكمت هذه الخبرات، ويظهر كل ذلك فى أوقات الأزمات، وهو ما حدث فى الملف التركى - المصرى، حيث اتسمت السياسة المصرية بالرشادة والحكمة والهدوء، وأثبتت الأحداث أنها لم تنزلق إلى المهاترات لكنها لم تتنازل عن الثوابت والأساسيات، ومن هنا تم التواصل على أرضية المصالح المشتركة فى ظل الأجواء العالمية والإقليميه العاصفة.
العلاقات المصرية -التركية ضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ، وتمتد إلى أكثر من ألف عام، وهناك الكثير من المصالح المشتركة، والعلاقات المتجذرة بين الشعبين المصرى والتركى، وهناك تحديات كثيرة إقليميا وعالميا خاصة ما يحدث فى مجازر غزة مما يتطلب التفاهم المشترك، وبلورة موقف موحد ضد العدوان الإسرائيلى.
الرئيس عبدالفتاح السيسى أشار فى كلمته إلى ملفات التعاون الاقتصادى، وتعزيز التبادل التجارى، ومواجهة التحديات الاقتصادية المختلفة، والتوافق على موقف موحد مما يحدث فى غزة والاتفاق على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
تحدث أيضا عن تعزيز التعاون المشترك بشأن الملف الليبى، وجهود التهدئة فى ملف شرق المتوسط بما يحقق مصالح الدول المتشاطئة.
أما كلمة الرئيس التركى رجب أردوغان فقد أكدت صدق رغبة الرئيس التركى فى تعميق التعاون مع الرئيس السيسى ودعوته لزيارة تركيا فى أبريل المقبل لبدء تفعيل مجلس التعاون الإستراتيجى، معربا عن تقديره للدور المصرى فى أزمة غزة، والموقف المصري القوي فى هذا الإطار سواء من خلال المساعدات الإنسانية أو جهود التهدئة، مشيرا إلى التوافق المصرى - التركى حول رفض التهجير، والتطهير، وجرائم الإبادة، التى ترتكبها إسرائيل.
مصر وتركيا دولتان من أعمدة التعاون الإقليمى المشترك بما يؤدى إلى زيادة فرص التعاون بين الأشقاء، والحد من التدخلات الأجنبية فى المنطقة وحل المشكلات الإقليمية بهدوء وحكمة بعيدا عن التدخل فى الشئون الداخلية للدول.
زيارة الرئيس التركى الناجحة لمصر تؤكد حجم النجاح الذى حققته مصر إقليميا ودوليا ودورها البارز فى هذا الإطار دون تنازلات أو مزايدات.
Comments