حسم الرئيس عبدالفتاح السيسى قضية تطبيع العلاقات العربية ـ الإسرائيلية وعلاقتها بمفهوم إحلال السلام فى المنطقة حينما أكد أمام القمة العربية أمس الأول فى بغداد أنه حتى لو نجحت إسرائيل فى إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل فى الشرق الأوسط سيظل بعيد المنال، ما لم تقم الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية.
حينما يتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تلك القضية الشائكة فلابد من الإنصات إليه، والاستماع بهدوء وعقلانية لحديثه، خاصة من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل.
مصر أبرمت اتفاق سلام مع إسرائيل منذ السبعينيات، وأقامت علاقات دبلوماسية معها بموجب اتفاق السلام الذى منح مصر كامل أراضيها المحتلة.
السلام بين مصر وإسرائيل جاء عقب حرب أكتوبر الذى نجح فى تغيير الموازين العسكرية، وأنهى أسطورة الجيش الذى لا يقهر، وبعدها بدأت عملية السلام برعاية الولايات المتحدة الأمريكية.
رغم ذلك ظل التطبيع مرفوضا من الشعب المصري، ولايزال كذلك حتى الآن، وربما يكون فيلم «السفارة فى العمارة» للفنان الكبير عادل إمام هو الأكثر تعبيرا عن الرفض الشعبى لإسرائيل على جميع المستويات.
من هنا جاءت كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى معبرة تماما عن تلك الحالة، فالقصة ليست فى تطبيع العلاقات العربية ـ الإسرائيلية طوعا أو كرها، وإنما المشكلة تكمن فى ضرورة قيام سلام عادل ودائم فى المنطقة، وبموجبه يتم قيام دولة فلسطينية مستقلة للشعب الفلسطينى وفق مقررات الشرعية الدولية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
فى نفس الوقت لابد أن تخرج إسرائيل من كل الأراضى المحتلة فى سوريا ولبنان، وساعتها فقط يمكن أن يكون هناك سلام عادل ودائم لشعوب المنطقة.
إسرائيل تعى ذلك جيدا وتفهمه، لكنها لا تريده، لأنها دولة أقيمت على مبدأ العدوان، واغتصاب الأرض، وقتل المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ، وتلك هى خلاصة الموضوع كما يقولون.
التعليقات