السفير قاسم المصري: أمريكا انسحبت من اليونسكو "إكراما" لإسرائيل

"انسحاب سياسي لإرضاء إسرائيل".. هكذا قرأ مساعد  وزير الخارجية الأسبق لشئون الأمم المتحدة، السفير سيد قاسم المصرى، قرار الولايات المتحدة، أمس الأول، بالانسحاب من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)

وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نورت، في بيان مقتضب أمس الأول، بأن قرار الانسحاب سببه ديون المساهمات المالية، وضرورة إصلاح المنظمة، وما وصفته بـ "تحيزها ضد إسرائيل".

وفي تعقيبه، قال السفير سيد قاسم المصري في تصريحات خاصة لـ "أعمال الشرق الأوسط": "دوافع القرار الأمريكي سياسية، فليس من مصلحة واشنطن الإنسحاب من منظمة اليونسكو".

ورأى أن "الإنسحاب جاء إكراما لإسرائيل، التي تحاول أمريكا إرضاءها في هذا التوقيت، كتعويض عن عدم استطاعة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس حاليا"، وكان الرئيس الأمريكي قد ذكر في تصريحات صحفية مؤخرا، إنه يريد أن يعطي فرصة لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين قبل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

  وبشأن ربط البعض قرار الانسحاب الأمريكي، بعملية انتخاب مدير جديد لليونسكو، قال السيد المصري: القرار ليس له علاقة بالانتخابات من قريب أو بعيد، بل الأمر مرتبط بموقف اليونسكو من القدس والأقصى الشريف"، لافتا في هذا الصدد إلى أن "الولايات المتحدة قررت منذ 6 شهور الإنسحاب من يونسكو، لكنها حددت فقط الآن دخول القرار حيز التنفيذ في 31 ديسمبر المقبل".

وفي يوليو الماضي، لوحت واشنطن بإعادة النظر في علاقتها بالمنظمة الدولية إثر قرار الأخيرة اعتبار المدينة القديمة في الخليل "منطقة محمية" تابعة للتراث العالمي، إلى جانب تبنيها قرارات أخرى متعلقة بالمسجد الأقصى والقدس وهويتها الإسلامية العربية.

وكانت الولايات المتحدة أوقفت مشاركتها في تمويل "اليونسكو" عام 2011 بعد أن قبلت المنظمة عضوية فلسطين، إلا أنها عادت عن انسحابها.

وحول الأثار المترتبة على انسحاب واشنطن من المنظمة الدولية، قال مساعد  وزير الخارجية الأسبق لشئون الأمم المتحدة: "الغياب الأمريكي سيضعف من ثقل المنظمة على المستوى الدولي، كما سيكون للقرار تأثيرات سلبية كبيرة من الناحية المادية، لأن أمريكا من أكبر الممولين للمنظمة الدولية". 

وفي سياق الحديث عن انتخابات اليونسكو، التي أسفرت نتائجها أمس عن فوز المرشحة الفرنسية أودري أزولاي، أكد "المصري" أن المرشحة المصرية "خاضت معركة قوية، بعد أداء جيد ومتمكن طوال الفترة الماضية".

وأردف الدبلوماسي السابق، أن "الانتخابات تحكمها لغة المصالح، واعتبارات الكفاءة تتوارى أمام المصالح". 

ولفت في هذا الصدد إلى تقدم المرشح القطري في الانتخابات بسبب أصوات المجموعة الأفريقية"، وهو ما عزاه إلى "الإغراءات المالية" التي قدمها.

وكانت الجولة الخامسة والأخيرة من انتخابات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" على منصب المدير العام، قد انتهت مساء أمس بفوز المرشحة الفرنسية بحصولها على 30 صوتا مقابل 28 لمنافسها القطري حمد الكواري.

وكانت فرنسا قد صعدت للمرحلة الخامسة بعد أن فازت، في وقت سابق من نفس اليوم، بجولة الإعادة بحصولها على 31 صوتا مقابل 25 صوتا لمصر.

وأكدت أودري أزولاي، الفائزة بانتخابات منصب المدير العام لمنظمة "اليونسكو"، أن أولوياتها عند تولي مهامها ستركز على استعادة فاعلية ومصداقية المنظمة الأممية وثقة الدول الأعضاء فيها باعتبارها الوحيدة القادرة على التعامل على نحو دائم مع الرهانات التي يواجهها العالم، جاء ذلك في المؤتمر الصحفي، الذي عقدته أزولاي عقب فوزها.

وشددت أزولاي على ضرورة دعم وتعزيز منظمة "اليونسكو" وإجراء الإصلاحات التي تحتاجها وليس العمل على مغادرتها.

التعليقات