اقتحام الأقصى

اقتحام الأقصى

عبدالمحسن سلامة

ليست هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها اقتحام المسجد الأقصى من المتطرفين والإرهابيين فى إسرائيل، لكنها تختلف هذه المرة لأنها تأتى وسط احتفالات المسلمين بعيد الفطر المبارك فى تحد صارخ لمشاعر المسلمين ولكل المواثيق والأعراف والقيم الدولية والإنسانية.

الإرهابى بن غفير والذى يتولى حقيبة الأمن القومى فى الحكومة الإسرائيلية قام أمس الأول تحت حماية الشرطة الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى فى إطار مخططات إسرائيل الرامية إلى تهويد القدس، وتدنيس المقدسات الإسلامية، وتغيير هوية المدينة المقدسة.

فى المقابل فقد حذرت مصر من أى محاولات للمساس بتلك المقدسات مشددة على أن استمرار العجز الدولى عن وقف الانتهاكات والاستفزازات الإسرائيلية، وعدم اتخاذ إجراءات رادعة لوضع حد لتلك التصرفات من شأنه تفجير الأوضاع بالمنطقة واشتعال موجة غضب واسعة.

يحدث هذا فى ظل المخططات الإسرائيلية المعلنة عن التهجير القسرى والطوعى للفلسطينيين فى غزة والضفة، وضم الأراضى الفلسطينية إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي.

الفلسطينيون الآن مخيرون بين القتل أو التهجير ولا ثالث لهما ، فهم الآن يتم قتلهم كل يوم بدم بارد ، ويتم أغتيال عائلات بأكملها، واغتيال الأطقم الطبية، ولا أحد يعلم على وجه اليقين الآن، ماهى أعداد الشهداء هناك، والذين من المؤكد أنهم تجاوزوا الـ 50ألفا بكثير بالاضافة إلى مايقرب من 150 ألف مصاب وجريح.

أكثر من 70% من الشهداء والمصابين من الأطفال والسيدات.

كل هذه الدماء لم ترو ظمأ السفاح نيتانياهو، ومازال يصر على استكمال مخططة الإجرامى فى قتل وتشريد المزيد والمزيد، بل إنه يستهدف إبادة الشعب الفلسطينى كله، من أجل تصفية القضية الفلسطينية لمصلحة مجموعات أستيطانية يهودية جاءت من دول متفرقة فى أوروبا، وآسيا، وإفريقيا، وأمريكا، ودول العالم المختلفة.

مخطط دينى إرهابى متطرف خلق واقعا غريبا ومأساويا يزداد شراسة يوما بعد يوم، والكل يكتفى بالفرجة ومصمصة الشفاه.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات