طردت والدها وترفض العولمة.. من هي مارين لوبان التي هزت محاكمتها ديمقراطية فرنسا؟

أثارت قضية اعتقال وحبس زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، غضب واسع داخل وخارج فرنسا، خاصة بعد توجيه المحكمة اتهاما رسميا بالإدانة لها في قضية إختلاس، وصفه البعض بأنها قضية ملفقة لمنعها من الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة في 2027.

الحكم على مارين لوبان

صدر الحكم على مارين لوبان بالسجن 4 سنوات، اثنتان منها نافذة، والمنع من الترشح 5 سنوات، بتهمة اختلاس أموال عامة، بمبلغ 2.9 مليون يورو.

إلى جانب لوبان، أدانت محكمة باريس 8 نواب أوروبيين من حزب التجمع الوطني، على خلفية نفس القضية، كما أُدين المساعدون الـ12 الذين حوكموا معها بتهمة التواطؤ في الجريمة

ردود فعل الحكم على مارين لوبان

حسب وكالة الأنباء الفرنسي، أبدى رئيس الوزراء الفرنسي، غابرييل أتال، انزعاجه من قرار القضاء ضد مارين لوبان، بينما ندد المجلس الأعلى للقضاء الفرنسي بالتحدي الخطير لاستقلال القضاء بعد الحكم على مارين لوبان.

وقال مجلس القضاء الأعلى في فرنسا، اليوم الإثنين، إن تهديد القضاة لا يمكن قبوله بمجتمع ديمقراطي، وردود الفعل على قضية لوبان تهدد استقلالية القضاء.

كما دعا رئيس حزب التجمّع الوطني اليميني الفرنسي إلى التعبئة الشعبية والسلمية بعد القرار القضائي ضد مارين لوبان.

كما علق الملياردير الأمريكي، ومستشار الرئيس دونالد ترامب، إيلون ماسك، على منع مارين لوبان من الترشح لانتخابات الرئاسة في فرنسا، قائلا إنه سيأتي بنتائج عكسية.

وقال ماسك عن حظر لوبان: "سلوك اليسار الراديكالي يتكرر في كل أنحاء العالم، يستغل القضاء لإسقاط خصومه مرة أخرى، والملاحقة القضائية لخصوم اليسار طعنة للديمقراطية".

تعليق مارين لوبان على حبسها

أعلن محامي "مارين لوبان" عزمها الاستئناف على حكم إدانتها، فيما صرحت، أن المحكمة أصدرت بحقي قرارا سياسيا بإدانتي وسعت عمدا إلى منعي من الترشح لانتخابات 2027.

وأكدت مارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، رفضها لحكم المحكمة قائلة: "أنا بريئة من تهمة الاختلاس".

من هي مارين لوبان؟

- ولدت في 5 أغسطس 1968، نويي سور سين، أعالي السين، وتنتسب إلى الروم الكاثوليك.

- ابنة مؤسس ورئيس حزب الجبهة الوطنية السابق جان ماري لوبان الزعيم اليميني الذي خاضت ضده صراعا حول زعامة الحزب.

- مارست مارين لوبان مهنة المحاماة بين 1992 و1998.

- انتُخبت عضواً في البرلمان الأوروبي في سنة 2004 وأعيد انتخابها في سنة 2009.

- هي خالة البرلمانية الفرنسية ماريون مارشال لوبان، وتترأس حزب الجبهة الوطنية منذ 16 يناير 2011.

- تزوجت في عام 1995 من فرانك تشوفروي، ولديها ثلاثة أبناء منه هم: (جيهان، لويس، وماتيلد).

- بعد طلاقها من تشوفروي في عام 2000، تزوجت من إريك لوريو في عام 2002، الأمين الوطني السابق للجبهة الوطنية والمستشار السابق  للانتخابات الإقليمية في نور باس دي كاليه، ثم تطلقت منه في عام 2006.

- حققت في الانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2017، أفضل نتيجة في تاريخ اليمين المتطرف بتأهلها للدورة الثانية من الانتخابات بمجيئها في المرحلة الثانية بعد إيمانويل ماكرون الذي احتل المرتبة الأولى بفارق صغير عنها. 

مواقف مارين لوبان المثيرة للجدل

- وُصفت بأنها أكثر ديمقراطية وجمهوريّة من والدها القومي جان ماري لوبان، القائد السابق لحزب الجبهة الوطنية، إذ حاولت تحسين صورة الحزب بإعادة صياغة المواقف السياسية، وطرد الأعضاء المتهمين بالعنصرية أو معاداة السامية أو التواطؤ مع العدو النازي، ومن ضمنهم والدها.

- ساهمت في تخفيف حدة بعض مواقف الحزب السياسية، إذ دافعت عن الاتحاد المدني للأزواج من نفس الجنس بدلًا من معارضة حزبها سابقًا للاعتراف القانوني بالشراكات من نفس الجنس، وقبلت الإجهاض غير المشروط وسحبت عقوبة الإعدام من منصتها.

- تفضّل الحمائية كبديل للتجارة الحرة، وتدعم القومية الاقتصادية وفصل الاستثمار عن عمليات مصارف التجزئة، وتنويع مصادر الطاقة، وتعارض خصخصة الخدمات العامة والضمان الاجتماعي، والمضاربة في الأسواق الدولية للسلع الأساسية، والسياسة الزراعية المشتركة.

- تعارض العولمة التي تجدها السبب في التوجهات الاقتصادية السلبية، وتعارض الاتحاد الأوروبي فوق الوطني والفدرالية، وتفضل بدلًا منهما "أوروبا الأمم" المتحالفة بشكل فضفاض.

- دعت فرنسا إلى مغادرة منطقة اليورو، ومع ذلك، ورد في مايو 2019 أنها لم تعد ترغب في أن تترك فرنسا عملة اليورو.

- دعت إلى استفتاء على مغادرة فرنسا الاتحاد الأوروبي.

- كانت معارِضةً صريحةً لمعاهدة لشبونة، وتعارض انضمام تركيا وأوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي

- تعهّدت لوبان بإخراج فرنسا من الناتو ومنطقة نفوذ الولايات المتحدة.

- تقترح استبدال منظمة التجارة العالمية، وإلغاء صندوق النقد الدولي.

- تزعم لوبان وحزب الجبهة الوطنية أن التنوع الثقافي باء بالفشل، وتطالب بـ "نزع أسلمة" المجتمع الفرنسي.

- تدعو إلى وقف الهجرة القانونية، وسوف تلغي القوانين التي تسمح للمهاجرين غير الشرعيين بأن يصبحوا مقيمين قانونيين، وتطالب بخفض الإعانات المقدمة للمهاجرين لإحباط دوافع المهاجرين الجدد.

- بعد بداية الربيع العربي وأزمة المهاجرين إلى أوروبا، دعت لوبان فرنسا إلى الانسحاب من منطقة شنغن وإعادة ضبط الحدود.

- تدعم إقامة شراكة متميزة مع روسيا، وتصرح بأن الولايات المتحدة "أخضعت" أوكرانيا.

التعليقات