ما يحدث الآن فى المنطقة هو بمثابة العودة إلى المربع صفر.
نيتانياهو وبمساندة كاملة وغير مشروطة من الإدارة الأمريكية يعيث فسادا فى المنطقة بعد أن قام بانتهاك الاتفاق الذى تم إبرامه فى يناير الماضى للتهدئة ووقف إطلاق النار فى غزة، كما أنه عاد مجددا للحرب على لبنان.
فى نفس الاتجاه تولت الإدارة الأمريكية الحرب على اليمن بنفسها لتشارك نيتانياهو مغامراته وعبثه وجنونه.
تخطى نيتانياهو كل الحدود، وأصبح لا يرى إلا نفسه وعصابته الإرهابية المتمثلة فى مجموعة من الإرهابيين، وعلى رأسهم بن غفير، وسموتريتش.
على الجانب المقابل نجد أن هناك مظاهرات حاشدة فى إسرائيل خرجت يوم السبت الماضى تطالب بوقف الحرب، وعودة الأسرى، وأيضا رفض إقالة رئيس الشاباك.
مظاهرات إسرائيل «الصاخبة» تؤكد أن نيتانياهو تحول إلى «فوضوى»، كما شبهه يائير لابيد زعيم المعارضة الإسرائيلية، وأنه أصبح لا يرى إلا نفسه، ويضحى بالأسرى مقابل استمراره فى السلطة.
المشكلة الأساسية تكمن فى الإدارة الأمريكية التى أعطته ما لم يحلم به طوال الفترة الماضية فى عهد الرئيس الأمريكى السابق بايدن، ثم جاء ترامب ليدخل فى ماراثون العطاء السخى لإسرائيل، ويتجاوز ما فعله سلفه بايدن بمراحل.
ترامب يتحدث عن توسيع رقعة إسرائيل على حساب فلسطين أولا، ثم بعد ذلك على حساب الدول العربية المجاورة.
أعطى ترامب الضوء الأخضر لنيتانياهو لكى ينقلب على اتفاق وقف إطلاق النار الذى تم توقيعه فى يناير الماضي، والآن هو يريد فرض شروط جديدة تضمن له الحق فى التدخل العسكرى فى غزة فى أى وقت، وأن يتم طرد المقاومة من غزة ونفيها إلى خارج الأراضى الفلسطينية فى تكرار لمشاهد طرد المقاومة من لبنان إلى تونس.
للأسف تدهورت الأوضاع فى المنطقة بشكل يدعو للقلق، ويثير الكثير من الشكوك حول النيات الأمريكية فى المنطقة، وينسف فكرة الحياد الأمريكي، ويجعل من أمريكا طرفا مباشرا فى الصراع.
التعليقات