هل ينقذ الصحفيون الديمقراطية في كوريا؟

تواجه الديمقراطية في كوريا تهديدًا بعد إعلان الرئيس يون سوك يول الأحكام العرفية وعزله في نهاية العام الماضي. وفي هذا السياق، عقد1,000 صحفي من أكثر من 30 دولة ينتمون إلى جمعية الصحفيين الآسيويين (AJA) مؤتمرًا صحفيًا طارئًا في المركز الصحفي الكوريفي سيول يوم 4 مارس، مطالبين باستعادة الديمقراطية في كوريا، ولا يزالون ينظمون حملة لجمع التوقيعات في الدول الآسيوية.

وقال لي سانج –كي، الرئيس المؤسس لجمعية الصحفيين الآسيويين وناشر صحيفة آسيا إن:

“أقدر بشدة تعاون ودعم الصحفيين من باكستان، قيرغيزستان، سريلانكا، ماليزيا، أوزبكستان، أفغانستان، اليابان، وإيران، وغيرهم. وأناواثق من أن كوريا ستساهم بشكل أكبر في الدول الآسيوية من خلال تجاوز هذه الأزمة.” وتلقت الجمعية توقيعات صحفيين خارج القارةالآسيوية، سواء من الولايات المتحدة والبرازيل أو مصر التي تتمتع بحدود في قارتي آسيا وأفريقيا، وشغل رئاسة الجمعية الكاتب المصريأشرف أبو اليزيد (2016-2024).

وقالت الجمعية في بيان لها:

“نأمل أن تُحسم هذه الفوضى السياسية في كوريا قريبًا، وأن تصبح نموذجًا يحتذى به في آسيا بديمقراطية أكثر تطورًا وقيادة متميزة.”

وقال الاعلامي الكمبودي د. سوفال تشاي، الرئيس الحالي للجمعية، ونائب الرئيس السابق إيدي سوبربتو (إندونيسيا)، ونائب الرئيس كانجسوك–جاي (كوريا)، الذين حضروا المؤتمر الصحفي:

الديمقراطية مستحيلة بدون إرادة قوية، تسامح، وحلول توافقية. نحن نؤمن بأن المثقفين والساسة الكوريين من جميع الأطياف سيتمكنونمن تجاوز هذه الأزمة من خلال الحوار.

وتبنّت الجمعية بيانًا يدعو إلى استعادة الديمقراطية في كوريا، وذلك بعد جمع آراء اللجنة التنفيذية منذ منتصف فبراير، وتمكنت من جمعتوقيعات أكثر من 1,000 صحفي. وقد غطت المؤتمر الصحفي كل من KBS وMBC، وهما من أكبر القنوات الإعلامية الكورية، إلى جانبأكثر من 20 وسيلة إعلامية في كوريا وآسيا، بما في ذلك تشوسون إلبو، هانكيوريه، وكوريا تايمز.

بيان: الأرض تصبح أقوى بعد المطر

نحن، أعضاء جمعية الصحفيين الآسيويين (AJA)، نصدر هذا البيان بشأن الأحداث الأخيرة المتعلقة بإعلان الأحكام العرفية وعزل الرئيسفي كوريا. ومن خلال هذا البيان، نأمل أن يتم حل الوضع المضطرب في كوريا في أقرب وقت ممكن، وأن تصبح نموذجًا يحتذى به لجيرانهاالآسيويين بديمقراطية أكثر تقدمًا وقيادة متميزة.

منذ تأسيسها في نوفمبر 2004، أدت رابطة الصحفيين الآسيويين دورًا ثابتًا في تطوير الصحافة، حيث ألقت الضوء على الأحداثالآسيوية من منظور آسيوي قائم على السلام وحماية حقوق الإنسان. ومن هذا المنطلق، فإن ما حدث في كوريا لم يكن متوقعًا فحسب، بلكان أيضًا محبطًا لنا.

لقد جمعنا آراء أعضائنا وتبنينا هذا البيان، وقمنا بتسليمه إلى المجتمع الكوري مرفقًا بتوقيعاتنا. لقد عانت كوريا من فقر مدقع ودكتاتوريةلفترة طويلة نتيجة 35 عامًا من الاستعمار الياباني وثلاث سنوات من الحرب الكورية الأهلية في أوائل القرن العشرين. ومع ذلك، نجحتكوريا في تحقيق الصناعية والديمقراطية معًا خلال النصف قرن الماضي، وأصبحت نموذجًا يحتذى به في آسيا. نحن ندرك تمامًا أن هذاالنمو والتطور السياسي والاقتصادي جاء بفضل كفاح الشعب الكوري، روحه الاستقلالية، وحرصه الكبير على التعليم.

غطت المؤتمر الصحفي كل من KBS وMBC، وهما من أكبر القنوات الإعلامية الكورية

وفي أكتوبر الماضي، حصلت كوريا على جائزة نوبل في الأدب عبر الكاتبة هان كانج، ما رفع فخر الكوريين في آسيا إلى أعلى مستوى. كما أن كوريا لفتت أنظار العالم في السنوات الأخيرة عبر قوتها الناعمة في الموسيقى والأفلام، إلى جانب ريادتها في مجالات التكنولوجيامثل أشباه الموصلات والطب. نحن، أعضاء جمعية الصحفيين الاسيويين، نأمل أن تتمكن كوريا من تجاوز هذه الأزمة سريعًا، وأن تؤدي دورًاقياديًا أكثر أهمية كدولة رائدة في آسيا.

ولهذا، نقدم النقاط الست التالية:

  • نأمل أن تتمكن كوريا من اجتياز هذه المرحلة الصعبة من الأحكام العرفية والعزل بفضل قوتها التاريخية والتجريبية، وأن تنشر“الديمقراطية الكورية” في آسيا وخارجها.
  • كما يقول المثل الكوري:
  • “الأرض تصبح أقوى بعد المطر“، فإن ما تمر به كوريا قد يكون بمثابة ألم نضوج، نأمل أن ينتهي قريبًابوحدة الشعب الكوري بأسره.
  • يجب على الأحزاب الحاكمة والمعارضة تقديم التنازلات والتعامل مع الأزمة باعتبارها مصيرًا مشتركًا. فالانقسام سيؤدي إلى تراجعكوريا، بينما الوحدة ستقودها إلى التقدم. نحن نؤمن بأن كوريا ستظهر مرة أخرى ديناميكيتها وقوتها في مواجهة الأزمات.
  • نأمل أن تتجاوز كوريا هذه الأزمة سريعًا، وأن تساهم في تحقيق السلام الإنساني عبر العمل على حل قضايا جيرانها الآسيويين، كقائدة حقيقية للقارة.
  • ندعم تحوّل الانقسام والصراع الحاليين إلى “ديمقراطية كورية” قائمة على التسامح والتعايش من خلال التكامل والتواصل.
  • نشعر بالتضامن الكبير مع الصحفيين الكوريين الذين يبذلون قصارى جهدهم في نقل الأخبار بصدق ونزاهة رغم الصعوبات.

وبناءً عليه، فإن الصحفيين الآسيويين الأعضاء في AJA، إلى جانب الصحفيين غير الآسيويين المشاركين، يعلنون اليوم هذا البيان بصوتواحد.

التعليقات