السعودية «وتخاريف نيتانياهو»

السعودية «وتخاريف نيتانياهو»

عبدالمحسن سلامة

وسط موجة التخاريف الحالية يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو ترسيخ هذه المفاهيم، وابتزاز الدول العربية، مستندا فى ذلك إلي دعم غير مسبوق من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

فجأة وبدون أي سوابق، وعلى طريقة إعلان الرئيس الأمريكى ترامب مشروعه الاستعمارى في غزة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى فى مقابلة مع القناة 14 العبرية إنه يمكن للسعوديين إنشاء دولة فلسطينية فى المملكة العربية السعودية، فلديهم الكثير من الأراضى، رافضا الالتزام بقيام دولة فلسطينية كشرط للتطبيع.

تخاريف مجنونة يطلقها بنيامين نيتانياهو، محاولا إشعال معركة كلامية مع المملكة العربية السعودية، والبعد عن القضية الرئيسية المتعلقة بالسلام العادل والدائم للقضية الفلسطينية.

أن هناك قصور فهم عميق لدي رئيس الوزراء الإسرائيلى، لأنه يعلم جيدا أن مشكلة الدولة الفلسطينية لا تتعلق بوجودها هنا أو هناك، وإنما بوجودها في الأراضي الفلسطينية المحتلة علي حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشرقية.

الفلسطينيون لا يبحثون عن مكان يقيمون فيه، لأنهم مقيمون في أراضيهم المحتلة، ويرفضون مغادرتها حتى لو كانت هناك جنة بديلة مقامة على الأرض.

جنة الفلسطينيين هى دولتهم المستقلة فى أراضيهم المحتلة أما دون ذلك فهو من قبيل التخاريف.

يؤكد ذلك مشاهد عودة الفلسطينيين سيرا على أقدامهم بعشرات الآلاف فى مشهد مهيب، وغير مسبوق كان محل احترام العالم كله، وقام بالتعليق عليه كبار القادة والزعماء من جميع دول العالم.

الفلسطينيون رافضون مغادرة مساكنهم المدمرة، ومتعلقون برائحة الأرض التى ولدوا عليها، ودون ذلك فهو محض كذب وافتراء وتخاريف.

يحاول نيتانياهو تصفية القضية الفلسطينية بكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة طوال فترة حكمه الممتدة لما يقرب من نحو 20 عاما. مرات عديدة بالقوة والتدمير ومرات أخرى بالتجاهل، ورفض الحلول، والقفز على قرارات الشرعية الدولية.

المؤكد أن تصريحات نيتانياهو هى محض هراء وتخاريف، لكنها أيضا تستدعى ضرورة الوحدة العربية فى هذا الوقت العصيب وغير المسبوق منذ عام 1967.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات