كانت التقارير الأمريكية والأوروبية دائما تحاول تشويه أرقام ضحايا الحرب الإسرائيلية المجنونة على قطاع غزة، وتتهم المقاومة بالمبالغة، وعدم تدقيق أرقام الضحايا.
يوم الجمعة الماضى كشفت دراسة بحثية نشرتها مجلة «لانسيت» الطبية المرموقة عن تقرير صادم ومفزع عن ضحايا غزة، مؤكدة أن الأرقام التى تنشرها المقاومة غير دقيقة فعلا لأنها أقل من الأرقام الحقيقية بأكثر من الثلث، وبنسبة تصل إلى 41%، وليست لأنها تفوق الحقيقة.
الدراسة تم نشرها فى مجلة طبية لها سمعتها المرموقة وتم مراجعة أرقامها من جانب أكاديميين فى مدرسة لندن لحفظ الصحة، وطب المناطق الحارة، وجامعة «ييل» الأمريكية، ومؤسسات أخرى.
معنى ذلك أن التقرير الرهيب الذى تم نشره تمت مراجعته بشكل علمى دقيق، وخضع للمعايير العلمية الغربية الأمريكية والبريطانية، وليس مجرد اجتهاد صحفى أو عمل علمى فردى، إنما هو عبارة عن دراسة علمية موثقة خضعت لكل المعايير العلمية للتدقيق والمراجعة.
تقديرات الدراسة العلمية أشارت إلى أن حصيلة الشهداء فى غزة تصل إلى أكثر من 64 ألف شهيد، ما يعنى زيادة عدد الشهداء بنحو 41% عن الأرقام التى نشرتها وزارة الصحة فى غزة.
وأوضحت الدراسة أن عدد الشهداء يصل إلى 2٫9% من إجمالى سكان غزة قبل الحرب، أو نحو شخص واحد من كل 35 شخصا فى غزة.
وأشارت إلى أن 59% من الشهداء هم من النساء والأطفال والمسنين، مؤكدة أن إحصائيات الشهداء لاتشمل وفيات ناجمة عن عوامل أخرى مثل نقص الرعاية الصحية أو نقص الغذاء، ولاتتضمن أيضا آلاف المفقودين الذين تم دفنهم تحت ركام الأنقاض ولم يتم التعرف عليهم حتى الآن.
أتمنى أن تصل هذه الدراسة إلى محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، ويتم عرضها فى مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة لفضح الانحياز الأمريكى الأوروبى الأعمى إلى مذابح الإبادة الجماعية فى غزة، وضرورة توقفها الآن وفورا وقبل فوات الأوان.
التعليقات