قلبى مع السوريين

قلبى مع السوريين

عبدالمحسن سلامة

دائما تكون الفترات الانتقالية من أصعب الفترات التى تمر بها الشعوب، وتكمن الأزمة دائما فى من يحاولون «تطويع الأوضاع» من أجل مصالحهم الخاصة.

ما يحدث فى سوريا الآن عاشته شعوب الدول العربية التى اندلعت فيها ثورات الخريف العربي، حيث تم تقسيم تلك الشعوب إلى فلول وثوار.

الثوار ومن ركبوا الموجة حاولوا نسف التاريخ، وهدم الدول، وضرب المؤسسات، وقليل منهم كانوا من «العقلاء» إلا أنه للأسف تاهت أصوات هؤلاء وسط الزحام، وصمتوا خشية وصمهم بأنهم من أنصار النظم البائدة.

لن أنسى وأنا فى طريق عودتى من مكتبى بصحيفة الأهرام وإذا بلافتة ضخمة مكتوب عليها «الشعب يريد تطهير نيابة مرور بولاق».

هذه اللافتة كانت معلقة أسفل كوبرى أكتوبر من ناحية مدخل مؤسسة أخبار اليوم.

اللافتة رغم أنها مضحكة إلا أنها كاشفة لنوعية من الانتهازيين الذين يحاولون دائما ركوب الموجة والخلط بين ماهو شخصي، وبين ماهو مصلحة عامة، ولمجرد أن هناك مشكلة شخصية فى مخالفات صاحب سيارة تحول إلى شخص ثورى يطالب بتطهير نيابة مرور بولاق من الفلول والنظام البائد.

للأسف الشديد لا تتعلم الشعوب العربية من أخطائها، وها هى المواقف نفسها يتم تكرارها فى سوريا، وربما بشكل أعنف بعد أن تم حل الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية فى إعادة لإنتاج كوارث العراق، وليبيا، واليمن، والصومال.

الأحاديث تتصاعد فى سوريا الآن حول فلول النظام البائد، ومطاردات للمساندين لذلك النظام، وتعليق كل المشكلات التى تحدث الآن فى رقبة هؤلاء.

اتمنى أن يتعلم ثوار سوريا من الدروس القاسية التى عاشتها بعض الدول العربية منذ 2011 حتى الآن، وأن تختفى نغمة الثوار والفلول، والنظام البائد.

المؤكد أن المهمة صعبة وعسيرة فى سوريا، لكن من المهم الإسراع بأقصى درجة ممكنة فى تجاوز تلك المرحلة الانتقالية، والانتقال من الثورة إلى مرحلة بناء الدولة، واستيعاب الجميع، والتعامل على أرضية «المواطنة» بعيدا عن التقسيمات والثوار والفلول والنظام البائد بشرط احترام القانون من الجميع.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات