لا يزال وزير الخارجية الأمريكية مستمرا فى آكاذيبه التى يمارسها منذ أكتوبر من العام الماضى حتى الآن مدعيا قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة، وأن الإدارة الأمريكية جادة فى ذلك.
يوم الجمعة الماضى زار بلينكن تركيا، وأعلن خلال مؤتمر صحفى مع نظيره التركى هاكان فيدان فى أنقرة، أنه تمت مناقشة الوضع فى غزة، وأن هناك مؤشرات مشجعة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مطالبا تركيا بالضغط على حماس كى ترد «بالإيجاب» على مقترح وقف إطلاق النار.
سيناريو أكاذيب متكرر من وزير الخارجية الأمريكية الذى يقوم بدور «العراب» لدولة الاحتلال الإسرائيلي، بل إنه يقوم بدور وزير الخارجية الإسرائيلى نفسه مستخدما نفوذ واشنطن السياسى والعسكرى والاقتصادي، لتهيئة المناخ للكيان الإسرائيلى لتدمير غزة، وقتل شعبها، وجعل قطاع غزة منطقة غير قابلة للحياة بالكامل فى إطار خطة إسرائيلية جهنمية للإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وعملية ممنهجة للتهجير القسرى لما تبقى من الشعب الفلسطينى هناك.
إسرائيل تتحرك «لخنق» مفهوم الدولة الفلسطينية، وتعمل وفق خطة منظمة من أجل ذلك، وهذه الخطة ليست لها علاقة على الإطلاق بعملية طوفان الأقصي، وإلا فأين كانت إسرائيل قبل هذه العملية وعلى مدى 30 عاما منذ توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، وحتى طوفان الأقصى فى العام الماضي.
فى كل يوم ترتكب إسرائيل مجزرة جديدة، مما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 150 ألفا من بينهم ما يقرب من 45 ألفا من الشهداء، و106 آلاف من المصابين، وربما يتطور العدد إلى أكثر من ذلك، منذ كتابة هذه السطور، وحتى وقت قراءتها، حيث لا تكاد تمر ساعة واحدة دون سقوط ضحايا جدد من الفلسطينيين.
نجحت إسرائيل فى لفت انتباه الرأى العام العالمي، مرة إلى إيران، وثانية إلى لبنان، وأخيرا إلى سوريا، للتغطية على مجازرها فى فلسطين، وأعمالها الإجرامية ضد الشعب الفلسطينى الأعزل.
من هنا تأتى تصريحات بلينكن، وكل المسئولين فى الإدارة الأمريكية، لتكون بمثابة أحاديث «إفك» ومؤشرات كاذبة عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة، وربما كانوا يقصدون قرب انتهاء مهمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقى هناك.
التعليقات