جحيم ترامب لمن؟!

جحيم ترامب لمن؟!

عبدالمحسن سلامة

لا أدرى ماذا يقصد الرئيس الأمريكى المنتخب بتصريحاته النارية حول المحتجزين فى غزة مهددا بدفع ثمن باهظ فى حالة عدم إطلاق سراح المحتجزين قبل 20 يناير المقبل، قائلا إن الجميع يتحدث عن الرهائن بوحشية وبشكل غير إنسانى وبما يتعارض مع إرادة العالم، وكلها مجرد أحاديث دون أفعال.

هل يقصد ترامب فصائل المقاومة، وأنها هى التى ستدفع ثمنا باهظا، أم يقصد كل من يعرقل صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

المجتمع الإسرائيلى نفسه وقادته يعلمون تمام العلم أن نيتانياهو، وبن غفير، وسموتريتش، هم من يعرقلون الصفقة خلافا لرغبة باقى الوزراء، والمعارضة، وقادة الجيش الإسرائيلى بمن فيهم يوآف جالانت وزير الجيش الإسرائيلى الذى تمت إقالته.

الإدارة الأمريكية أقرت مرات ومرات أن نيتانياهو وأعضاء حكومته هم الذين يعرقلون الاتفاق، فهل يمتد تهديد ترامب إلى هؤلاء الذين يعرقلون صفقة التبادل، ووقف إطلاق النار، أم أن الأمر لديه يتعلق بفصائل المقاومة الفلسطينية فقط.

إذا كان ترامب يقصد كل من يعرقل الصفقة فإن المسئولية الأساسية تقع على عاتق نيتانياهو وحكومته المتطرفة، وبالتالى هم المستحقون للعقاب، والتهديد، وكل عائلات الأسرى الإسرائيليين يعلمون ذلك، ويعلمون أن نيتانياهو وحكومته ضحوا بأرواح الأسرى مقابل رؤيتهم الشخصية ومصالحهم الذاتية.

أما إذا كان ترامب يقصد الفصائل الفلسطينية فقط ويقصد الضغط عليها عسكريا، فلا أدرى ماذا يمكن ان يحدث أكثر مما يحدث على الأراضى الفلسطينية؟ خاصة بعد إقرار الجنائية الدولية بارتكاب إسرائيل جرائم حرب، وإبادة جماعية، ومطاردة رئيس الوزراء الإسرائيلى ووزير جيشه السابق بتلك التهم، والأخطر من ذلك كله اعترافات موشيه يعلون وزير الحرب الإسرائيلى السابق بتنفيذ الجيش الإسرائيلى حرب إبادة فى غزة. أتمنى أن يكون ترامب حكيما وبعيدا عن الشطط والهوجائية، والأيام المقبلة كفيلة بتوضيح حقيقة تلك التصريحات؟!

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات