ماذا بعد القمة الثانية؟

ماذا بعد القمة الثانية؟

عبدالمحسن سلامة

أمس انعقدت القمة العربية - الإسلامية الثانية خلال عام واحد، حيث انعقدت القمة الأولى فى 11 نوفمبر من العام الماضى، وانعقدت القمة الثانية أمس 11 نوفمبر لتكون هى القمة الثانية خلال عام واحد، التى انعقدت بالرياض برئاسة المملكة العربية السعودية بصفتها رئيس القمة العربية فى دورتها الحالية.

القمة جاءت فى وقت عصيب بعد مرور 13 شهرا من سفك الدماء فى قطاع غزة، واستشهاد 43 ألفا وإصابة أكثر من 100 ألف فلسطينى، بالإضافة إلى استشهاد 3 آلاف وإصابة أكثر من 13 ألف لبنانى، بعد أن وسعت إسرائيل عدوانها إلى لبنان.

إسرائيل تمارس حرب إبادة بكل ما تحمله الكلمات من معان فى غزة ولبنان، فهى تقتل البشر وتدمر الحجر معا، ولم تترك شيئا دون استهدافه من البشر، أو المبانى، أو البنى التحتية من مدارس ومستشفيات وطرق فى شكل جديد من حروب الإبادة لا يقل بحال من الأحوال عن الحروب النووية.

دمرت إسرائيل قطاع غزة بالكامل، وجعلته غير صالح للحياة بوضعه الحالى، حيث يحتاج إلى مئات المليارات من الدولارات، وعشرات السنوات ليعود كما كان، والشيء نفسه تفعله الآن فى جنوب لبنان بنفس السيناريو، ونفس الجرائم والأفعال.

جاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى قوية وواضحة تنديدا بالعدوان الإسرائيلى وسط صمت مخجل وعجز دولى، فى ظل عدوان إسرائيلى غير مسبوق، مما أدى إلى إراقة دماء الأطفال والشباب والشيوخ.

أكد الرئيس بوضوح ثوابت الموقف المصرى، رافضا تصفية القضية الفلسطينية تحت أى مسمى، ومشددا على أنه لا بديل عن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشرقية.

أطلق الرئيس نداء إلى كل زعماء وشعوب العالم، مطالبا بسرعة التحرك لإنقاذ المنطقة من الدمار والخراب، وتحقيق آمال الشعوب نحو عالم يسوده العدل والأمن والسلام.

اعتقد أن القمة العربية السابقة فى الرياض نجحت فى اختراق جدار الصمت الدولى، وخاصة بعد نجاح اللجنة الوزارية فى دفع العديد من دول العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وكذلك اطلاق مبادرة حل الدولتين التى حضرها 90 من زعماء وقادة العالم.

أتمنى أن تتوسع اللجنة الوزارية لتضم القوى الفاعلة العربية، وتستمر جهودها وتلتقى الرئيس الأمريكى المنتخب ترامب وغيره من زعماء العالم لوقف الدعم عن إسرائيل، وحظر إمدادها بالسلاح، وإجبارها على وقف القتال، والقبول بمبادئ الشرعية الدولية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ليحل السلام والاستقرار فى المنطقة بعد ما يقرب من 8 عقود من الحروب والقتال وسفك الدماء.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات