استوقفنى الخبر الذى أذاعته قناة القاهرة الإخبارية أمس عن الاتصال بين وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن، ووزير جيش العدوان الإسرائيلى يوآف جالانت بعد العدوان على إيران، حيث تناول الاتصال قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتعزيز قواتها فى المنطقة للدفاع عن الأمريكيين والإسرائيليين معا.
بغض النظر عن الضربة الإسرائيلية، وكونها ضربة «تكتيكية» أكثر منها ضربة «موجعة»، كما كانت إسرائيل تتوعد، وأن إسرائيل التزمت تقريبا بالخطوط الحمراء الأمريكية بعدم مهاجمة منشآت النفط والمنشآت النووية، والتركيز على بعض المواقع العسكرية.
بغض النظر عن كل هذا فإن موقف الولايات المتحدة «مخز» للغاية فى الصراع الدائر الآن فى غزة، ولبنان، وربما تكون الانتخابات الأمريكية خلال الفترة القليلة المقبلة هى كلمة السر الأمريكية فى تحجيم الضربة الإسرائيلية لأن اشتعال الحرب الإقليمية الموسعة قد يصعب السيطرة عليها، وعلى تداعياتها، وخاصة فيما يتعلق بأسعار البترول والطاقة، مما سوف يترك تأثيرات سلبية على اختيارات الناخب الأمريكى للمرشحة الديمقراطية «كامالا هاريس» التى تصارع اللحظات الأخيرة فى سباق الانتخابات الأمريكية على أمل الفوز بها، وإن كنت أشك فى ذلك.
إسرائيل هى التى بدأت الاعتداء على السيادة الإيرانية بهجومها على القنصلية الإيرانية فى دمشق، والمعروف أن السفارات والمبانى القنصلية هى جزء من سيادة أى دولة، ثم بعد ذلك هاجمت الأراضى الإيرانية حينما اغتالت زعيم حركة حماس إسماعيل هنية فى أثناء مشاركته احتفالات فوز الرئيس الإيرانى الجديد.
رغم أن الردود الإيرانية كانت ردودا محسوبة وتحت المظلة الأمريكية بشكل أو بآخر، وبطريقة غير مباشرة فإن إسرائيل قامت بهجومها الأخير أمس لتؤكد أنها صاحبة اليد الطولي، وأنها قادرة على الوصول إلى العمق الإيراني، إرضاء للشارع الإسرائيلي.
الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران لم تشبع رغبة انتقام الإسرائيليين، ولا أحد يدرى هل ستنتهى الأمور عند تلك النقطة؟ أم أنه سوف يكون هناك أفعال أخرى من الجانب الإسرائيلي؟
لا اعتقد أن إيران سوف تقوم بالرد لأنها تحاول أن تتجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لكن تبقى المشكلة فى إسرائيل التى أصبحت الدماء تنعش قادتها، وأصبحوا يتسابقون فيما بينهم على إسالة أكبر قدر من الدماء فى كل مكان، خاصة فى شمال غزة بعد حصارها وتجويع مواطنيها فى مشاهد مروعة وغير إنسانية.
التعليقات