"إن مصر ليس وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا"، عبارة ترددت كثيرا كان لصاحبها تاريخ كبير اُطلق اسمه على أشهر شوارع القاهرة، وتُدرس مرافعاته في المحاماة بكتب الحقوق حتى اليوم، هو السياسي والمفكر المصري الذي تولى 3 وزارات في الحقبة الملكية بمصر، وليم مكرم عبيد باشا، أحد رموز الحركة الوطنية في مصر.
- وُلد وليم مكرم جرجس ميخائيل عبيد في إحدى قرى مدينة قوص بمحافظة قنا بصعيد مصر (25 أكتوبر 1889) وتوفي في (5 يونيو 1961).
- التحق بالمدرسة الأمريكية في أسيوط ودرس القانون في جامعة أوكسفورد البريطانية، وحصل على درجة امتياز في القانون عام 1908.
- استكمل دراسته القانونية في ليون بفرنسا وحصل على ما يعادل الدكتوراه في عام 1912.
- عمل في المحاماة واختير نقيباً للمحامين، وفي عام 1919م انضم إلى حزب الوفد.
- عمل سكرتيرا لصحيفة الوقائع المصرية ثم سكرتيرا خاصا للمستشار الإنجليزي أثناء الحرب العالمية الأولى.
- شغل منصب وزير المواصلات ووزير التموين ثم وزير المالية في مصر في 3 وزارات.
- بعد وفاة سعد زغلول تولّى منصب سكرتير لحزب الوفد وترشح لعضوية مجلس النواب حتى عام 1946.
- قدّم عريضة تضم مخالفات مالية في مجلس النواب تعرف بـ"الكتاب الأسود" تسببت في عزله لاحقاً من مجلس النواب ثم اعتقاله.
- صاحب فكرة النقابات العمالية وتكوينها، والواضع الأول لكادر العمال في مصر ووضع الحد الأدنى للأجور وتوفير التأمين الاجتماعي لهم.
- واضع نظام التسليف العقاري الوطني، كما أنه صاحب الأخذ بنظام الضريبة التصاعدية للدخل.
- كرّس وقته للدفاع عن المقبوض عليهم في تهم سياسية ومن لاحقه البوليس السياسي، ولا زالت أصداء مرافعاته معروفة في تاريخ المحاماة في مصر حيث كان يعتمد في دفاعه على التحليل المنطقي لدوافع الجريمة.
- قام بالدفاع عن الأديب المصري عباس العقاد حين اتهم بسب الذات الملكية.
بعد تعيين عبيد وزيرا للمالية رصد مخالفات عديدة، وجمعها في وثائق، وقام بطبع ما سمى بعد ذلك بالكتاب الأسود وقدم به عريضة للملك، بأحوال البلد وروى فيه ما حدث في حزب الوفد، من فضائح ومخالفات، وتقدم باستجواب لمجلس النواب، ووقف يعرض وقائع استجوابه، وجاءت الردود عليه، أمراً فادحاً، وانتهى الاستجواب بعد ثلاثة أيام.
وتقدم حسن ياسين باقتراح لإسقاط عضوية مكرم باشا من مجلس النواب لأن هذا الرجل كان سكرتيراً للوفد وصديقاً لمصطفى النحاس وابنا لسعد زغلول لم يعد جديراً بشرف النيابة، فجرى تصويت على الفور وفي نفس الجلسة، رغم أن فكري أباظة كان قد طلب إحالة الموضوع للجنة الشئون الداخلية في المجلس فرفض طلبه، وفصل مكرم عبيد من عضوية مجلس النواب.
أصدر رئيس الوزراء مصطفى النحاس باشا، أمراً عسكرياً باعتقال مكرم عبيد باشا. وبالفعل تم اعتقاله بمقتضى قانون الطوارئ ووضع في السجن.
توفي مكرم عبيد في 5 يونيو 1961م، وتم تأبينه بالكنيسة المرقسية بالأزبكية وقد شارك أنور السادات نيابة عن الرئيس جمال عبد الناصر في تأبينه، ودفن بالقاهرة، وأطلق أسمه على أحد الشوارع الرئيسية بحي مدينة نصر بالقاهرة، ويعد هذا الشارع حالياً من أهم الشوارع في مدينة القاهرة.
التعليقات