المؤكد أن كل التجارب العالمية الناجحة فى التقدم والازدهار انطلقت من أولوية بناء الإنسان، ومن هنا كان تركيز الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ولايته الجديدة على بناء الإنسان المصرى، ولأول مرة يتم تعيين نائب لرئيس الوزراء للتنمية البشرية للتنسيق بين كل الجهات الوزارية وغير الوزارية المعنية بالتنمية البشرية لتحقيق الهدف الرئيسى لإستراتيجية التنمية البشرية المرتبط بالقدرة على تغيير حياة كل مواطن مصرى إلى الأفضل خلال المرحلة المقبلة.
كنت فخورا بالاستماع إلى تيدروس أدهانوم، مدير منظمة الصحة العالمية، وهو يتحدث إلى الحضور فى المؤتمر العالمى للسكان والصحة والتنمية البشرية أمس، حينما أشاد بالانجازات الصحية التى تحققت لأول مرة فى مصر لتكون مصر أول دولة فى العالم تحصل على شهادة المستوى الذهبى فى القضاء على فيروس سى فى العام الماضى، وبالأمس حصلت مصر على شهادة من منظمة الصحة العالمية لنجاحها فى القضاء على الملاريا، لتضاف إلى النجاحات الأخرى السابقة فى مجالى شلل الأطفال، والتيتانوس، وغيرهما من المجالات.
من هنا كان تأكيد د.خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة، أن الصحة هى صميم التنمية البشرية، مشيرا إلى أن مصر تسير بخطوات سريعة فى هذا المجال سواء من خلال المبادرات الرئاسية أو تطور منظومة العلاج على نفقة الدولة، والسير بخطوات ثابتة نحو مد منظومة التأمين الصحى الشامل على جميع المواطنين بحلول عام 2030، وإنشاء مدن صحية متكاملة لأول مرة كما يحدث فى معهد ناصر أو العاصمة الإدارية أو العلمين وغيرها.
لأول مرة تسير معدلات الإنجاب فى الاتجاه الصحيح، حيث انخفضت معدلات الإنجاب الكلى لتصل إلى 2 و 5 من عشرة مما يعد تطورا إيجابيا مهما لم يتحقق من قبل ليساعد على تحقيق أهداف التنمية البشرية فى الارتقاء بجودة الحياة وجودة الخدمات المقدمة لكل المواطنين.
استوقفتنى مداخلة وزير الصحة الفلسطينى د.ماجد أبورمضان فى الجلسة الحوارية الأولى، حينما فضح العدوان الإسرائيلى الغاشم المستمر لأكثر من 7 عقود على الشعب الفلسطينى، الذى جاوز المدى خلال العام الأخير، واستهداف جيش الاحتلال الأطباء وقتلهم واعتقالهم وتعذيبهم لأول مرة فى التاريخ الإنسانى، مشيرا إلى صلابة الإرادة الفلسطينية وصلابة الشعب الفلسطينى فى مواجهة العدوان الغاشم، مؤكدا أن غزة ستنهض من الرماد كما نهضت قبل ذلك.
المؤكد أن رحلة التنمية البشرية ليست باليسيرة لكنها تبقى دائما هى الهدف الذى تسعى إليه كل الشعوب والدول الراغبة فى التقدم والانطلاق ومواكبة العصر، ومصر تسير بخطى حثيثة فى هذا الاتجاه.
التعليقات