لم يكن استشهاد يحيى السنوار هو الأول فى تاريخ المقاومة الفلسطينية، والمؤكد أنه لن يكون الأخير، وربما سقط عشرات الشهداء منذ إستشهاده حتى الآن، حيث لايكاد يمر يوم، وربما ساعة واحدة دون سقوط شهداء جدد على الأراضى الفلسطينية.
يحدث هذا منذ عام 1948 حتى الآن.. أى منذ 76 عاما حتى الآن، وكل يوم تجرى دماء جديدة فى نهر شهداء المقاومة الفلسطينية الذين ربما تجاوزوا المليون أو أقل قليلا، وإذا أضفنا شهداء العرب فى الحروب ضد الكيان الإسرائيلى المحتل الغاصب، فمن المؤكد أن الأرقام سوف تتجاوز المليون شهيد، وأتمنى لو قامت السلطة الوطنية الفلسطينية بمحاولة إعداد دراسة دقيقة بأعداد الشهداء الفلسطينيين الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل القضية الفلسطينية بالتعاون مع جامعة الدول العربية ليكون هناك توثيق لأرقام الشهداء الفلسطينيين والعرب بمن فيهم شهداء حروب 48، 56، 67، و1973.
هؤلاء الأبطال الذين سجلوا صفحات ناصعة البياض، فى تاريخ القضية الفلسطينية، والأمة العربية كلها أكدوا جميعهم أن القضية الفلسطينية كانت وستظل هى قضية العرب الأولي، وأنه لا سلام، ولا استقرار، ولا أمن، ولا أمان إلا بقيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
لو كان هناك نظام عالمى عادل، ولو كانت هناك إدارة أمريكية رشيدة، لتأكد الجميع أن جذر المشكلة هو الحل العادل للقضية الفلسطينية.
مصاص الدماء نيتانياهو يتفاخر كل يوم بالقتل والخراب والدمار لأن استمراره فى السلطة متوقف على قدرته فى استمرار الحرب، ولذلك هو يريد فتح جبهات جديدة كل يوم، كما يفعل الآن فى جنوب لبنان، وكما يتمنى ويخطط لجر إيران إلى الحرب.
موقف مصر واضح قبل اندلاع الأزمة وبعدها، ويتبلور فى ضرورة حل القضية الفلسطينية، حيث إنها بحسب تعبير الرئيس عبدالفتاح السيسى هى "جذر الأزمة" ومن هنا كان تأكيد الرئيس أمس أمام وفد الكونجرس الأمريكى ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وانها السبيل الوحيد لنزع فتيل التوتر الاقليمي، وتعزيز مسار السلام والأمن الحقيقيين والمستدامين، ولا بديل عن ذلك.
للأسف الشديد سوف تظل الأزمة متفاقمة طالما كان هناك قادة بعقلية نيتانياهو، وطالما استمرت الحماية الأمريكية المطلقة والظالمة والقاسية له.
التعليقات