هل يمكن ان تمر حوادث مهاجمة القوات الإسرائيلية قوات حفظ السلام «اليونيفيل» واصابة بعض افرادها فى لبنان مرور الكرام كما حدث فى الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة فى غزة ولبنان ؟!
الإجابة هنا ترتبط بموقف الدول المشاركة فى قوات حفظ السلام فى لبنان «اليونيفيل»، وهى قوات تابعة للأمم المتحدة، وتتألف من نحو 10 آلاف جندى من حوالى 50 دولة ابرزها فرنسا، واسبانيا، وإيطاليا، والصين، والهند، واندونيسيا وبعض الدول الاخرى.
إسرائيل كالعادة ترتكب كل الحماقات مثلما فعلت مع العاملين فى «الاونروا» تلك المنظمة الدولية المعنية بمساعدة الشعب الفلسطينى فى الاراضى المحتلة فى إطار سياسة التجويع والحصار للشعب الفلسطينى فى غزة.
الآن يقوم جيش الاحتلال الاسرائيلى «بجر» قوات اليونيفيل إلى المعركة فى جنوب لبنان، رغم أن هذه القوات هى المعنية بحفظ السلام، طبقا للقرار 1701 لعام 2006 .
فرنسا استدعت سفير إسرائيل هناك للتنديد بما حدث، وإيطاليا اعتبرت الاعتداء جريمة حرب، وأدان الأمين العام للامم المتحدة الهجوم الاسرائيلى، مؤكدا انه «انتهاك للقانون الإنسانى الدولى»..
المشكلة أن ردود الفعل لا تزال حتى الآن هى مجرد «إدانات» كلامية، وتصريحات صحفية لا ترقى إلى فعل مادى ملموس لمعاقبة إسرائيل، وجيشها، بشكل إلزامى وحقيقى، وهو ما لا يستطيعه مجلس الأمن الدولى فى ظل الموقف الامريكى الداعم لإسرائيل بكل اشكال الدعم وازدواجية المعايير التى تنتهجها الادارة الامريكية لحماية إسرائيل من الملاحقة، والإدانة.
يبقى السؤال: هل تقبل الدول المشاركة فى «اليونيفيل» وخاصة الدول الاوروبية مثل فرنسا واسبانيا وإيطاليا بمبدأ تعريض حياة جنودها للخطر أم أنها سوف تنسحب من هناك لإتاحة الفرصة كاملة للعدوان الاسرائيلى؟!
التعليقات