من الأحفاد إلى الأجداد

من الأحفاد إلى الأجداد

عبدالمحسن سلامة

تداعت ذكريات كثيرة أمامى وأنا بين حضور حفل تخريج دفعة جديدة من الأكاديمية العسكرية مساء الخميس الماضى، والتى تزامنت مع احتفالات نصر أكتوبر المجيدة.

ها هم أحفاد أبطال أكتوبر العظام يقسمون أمام القائد عبدالفتاح السيسى والشعب المصرى كله على التضحية والفداء، وبذل أرواحهم دفاعا عن تراب مصر ومقدراتها.

خريجو 8 كليات عسكرية بدءا من الكلية الأم أعرق الكليات العسكرية فى المنطقة وهى الكلية الحربية ومرورا بكليات: الفنية العسكرية، والدفاع الجوي، والبحرية والجوية، والمتخصصين، والطب العسكرى وانتهاء بالكلية العسكرية التكنولوجية، تدفقوا إلى أرض العرض العسكرى فى مشهد مهيب ورائع ليؤكدوا تواصل الأجيال من الأجداد إلى الأحفاد عازمين على فداء الوطن بأرواحهم ومهما كانت الصعوبات والتحديات.

تعيش المنطقة الآن واحدة من أسوأ مراحلها التاريخية نتيجة العدوان الإسرائيلى الغاشم على الأراضى المحتلة فى غزة، والضفة الغربية، وعلى الأراضى اللبنانية، ووسط أجواء ساخنة تهدد باشتعال الإقليم كله نتيجة إصرار نيتانياهو وحكومته الإرهابية على العصف بالمنطقة وإشعال حرب إقليمية شاملة قد تمتد إلى الإقليم كله.

من هنا جاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتؤكد أن المنطقة تعيش ظرفا بالغ التعقيد، وأن روح أكتوبر ليست شعارات، وإنما هى أسلوب حياة لمصر وشعبها وجيشها يظهر وقت المحن والشدائد والأزمات لتبديد أوهام أى طرف مؤكدا ثوابت الموقف المصرى فى أن السلام العادل هو الحل الوحيد، وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كسبيل وحيد لإرساء السلام والأمن والاستقرار للجميع.

أعتقد أن حضور الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات أشار إلى رمزية مهمة من التضامن العربى الذى كان فى أسمى صورة فى حرب السادس من أكتوبر حينما كان العرب معاً على قلب رجل واحد، وهى القيمة المهمة التى يحتاجها العالم العربى الآن لوقف مؤامرات الشر والأكاذيب الإسرائيلية التى تستهدف جر المنطقة كلها إلى حافة الهاوية.

يتبقى القول إن العرض العسكرى وما قام به رجال الصاعقة، والنسور الجوية وكل أفرع القوات المسلحة والتكامل والتنسيق فيما بينهم جميعا جاء بمثابة رسالة طمأنة عملية لكل أفراد الشعب المصرى والشعوب العربية من المحيط إلى الخليج ليظل الجندى المصرى خير أجناد الأرض دائما وأبدا إن شاء الله.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات