تام الصنع!

«من تعلم لغة قوم أمن مكرهم» .. مقولة شائعة تحض على تعلم اللغات الأخرى من أجل العلم، ومعرفة التقدم الموجود لدى الآخرين.

هناك فرق ضخم بين تعلم لغة الآخرين، ومعرفة ما وصلوا إليه من درجات التقدم والمعرفة، وبين استيراد كل شىء وأى شىء بغرض الاستهلاك فقط دون محاولة الاستفادة من ذلك التقدم، ومدى ما وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة.

لابد من التوقف أمام أحداث تفجير أجهزة «البيچر»، و«اللاسلكى»، وكذلك حادث توقف السيارة «تسلا» التى أهداها الملياردير الأمريكى أيلون ماسك إلى رمضان قديروف زعيم الشيشان، ثم قام بإيقافها عن بعد وتحويلها إلى قطعة خردة.

هذه الأحداث وغيرها أكدت خطورة استيراد المنتجات التامة الصنع من الخارج، واعتماد الدول على الاستيراد دون العمل على بذل كل الجهد من أجل توطين الصناعة.

تجربة الصين رائعة فى هذا المجال حيث أصبحت الآن مركزا لتصنيع العديد من المنتجات التكنولوجية المتقدمة بعد أن لجأت إلى مفهوم توطين الصناعة، والاستفادة من الاستيراد كخطوة أولى نحو تحقيق هدف توطين الصناعة.

أتمنى أن تضع الحكومة خطة طويلة الأمد قائمة على فكرة تبنى مفهوم «التجميع» كخطوة أولى فى استيراد كل المنتجات التكنولوجية الحديثة، والتحفظ بشدة على استيراد أى منتجات تامة الصنع أيا كان مصدرها.

الخطوة التالية بعد «التجميع» هى «التوطين» وزيادة نسب المكون المحلى لتصل إلى 100%، إلى جوار البدء فى إنتاج «منتجات مصرية مثيلة»، كما فعلت الصين حينما استفادت من الخبرات التكنولوجية، وقامت بتحويل كل ذلك إلى منتجات محلية صينية سواء فى «الموبايلات»، أو«السيارات»، وكذلك معظم أنواع السلع والمنتجات الكهربائية والتكنولوجية الحديثة، بحيث أصبح الآن هناك منتجات صينية كاملة بجودة عالية وأسعار مناسبة.

الدرس الصينى عظيم فى هذا المجال، والمهم البداية والاستمرار.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات