ربما تكون أخطر تداعيات ما يحدث فى غزة ولبنان هو عودة «الأكاذيب الإسرائيلية» حول اليد الطولى الإسرائيلية وقدرتها على الوصول إلى أى مكان بالشرق الأوسط، والحديث عن رغبة إسرائيلية فى إعادة ترتيب خريطة الشرق الأوسط من جديد، والعودة إلى ترديد أكاذيب كثيرة حول تغيير موازين القوى فى الشرق الأوسط، بعد أن أجهضت حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 كل تلك الأكاذيب، ونجحت فى وضع النقاط على الحروف، وأسقطت أكاذيب كثيرة وأوهاما ليس لها أى أساس من الصحة حول قدرات الجيش الإسرائيلى.
يحاول نيتانياهو تغطية فشله الذريع فى 7 أكتوبر الماضى، وعدم قدرته حتى الآن على إنقاذ الأسرى والمحتجزين رغم مرور ما يقرب من العام على اندلاع الأزمة، بتوسيع دائرة الصراع وإشعال الجبهة اللبنانية، وتحويل بيروت إلى غزة ثانية.
وسط كل ذلك بدأ نيتانياهو ترويج الأكاذيب حول النصر، والردع، وتغيير موازين القوى فى المنطقة، ورسم شرق أوسط جديد، متناسيا أن الجيش الإسرائيلى يخوض حربا غير متكافئة ضد جماعات للمقاومة وليست جيوشا نظامية.
لا تمتلك جماعات المقاومة فى فلسطين (غزة والضفة) وفى لبنان (حزب الله) جيوشا بالمفهوم العلمى، حيث لا تمتلك قوى المقاومة سلاح جو على الإطلاق، كما أنها لا تملك دفاعات جوية، وهذا هو الأخطر فى اعتقادى، فى حين تملك إسرائيل سلاح جو متقدما، وقبة حديدية للدفاع الجوى، وقبل كل ذلك وبعده تمتلك دعما أمريكيا مباشرا وغير مباشر بشكل لا محدود، ولا نهائى من أكبر وأضخم قوة عسكرية عالمية موجودة الآن.
رغم كل تلك الفروق الهائلة اقترب العدوان على غزة من نهاية عامه الأول، ولم يستطع جيش العدو الإسرائيلى إعادة الأسرى والمحتجزين أو القضاء الكامل على قدرات المقاومة الفلسطينية.
للأسف الشديد، يخترق الجيش الإسرائيلى كل القواعد القانونية والأخلاقية والإنسانية فى حربه على غزة ولبنان باستخدام أساليب الإبادة الجماعية للبشر والحجر وسط صمت دولى، وعجز عربى، ودعم أمريكى كامل غير مسبوق على مختلف الأصعدة السياسية، والعسكرية، والاقتصادية.
التعليقات