هذا الرجل

«إن مستوى الإفلات من العقاب فى العالم لا يمكن الدفاع عنه من الناحية السياسية أو قبوله من الناحية الأخلاقية، وإن هناك عددا متزايدا من الحكومات يعتقدون أن بإمكانهم أن يطأوا القانون الدولى، وينتهكوا ميثاق الأمم المتحدة، وأن يغضوا الطرف عن معاهدات حقوق الإنسان أو قرارات المحاكم الدولية».

هذه فقرة من خطاب أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أمام الاجتماع السنوى للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضى، ليضيف رصيدا إيجابيا إلى رصيده الضخم من المواقف الإنسانية والسياسية المشرفة لهذا الرجل الذى يعد «أيقونة» مشرفة للأمم المتحدة فى زمن صعب ومعقد اختلطت فيه المواقف، وعانت فيه المؤسسات الدولية من التجمد والعجز نتيجة مواقف بعض الدول الكبرى التى ترعى الإرهاب، وتدافع عنه، وتستخدم «الفيتو» لاجهاض أية محاولة جادة لإصلاح النظام العالمى، ورفض كل محاولات التصدى للظلم والعدوان.

طالب جوتيريش بمواجهة سريعة وفاعلة لثلاثة تحديات ضخمة تهدد النظام العالمى، وهى الإفلات من العقاب، وعدم المساواة، وعدم اليقين، مشيرا إلى أن مستوى الإفلات من العقاب لا يمكن الدفاع عنه سياسيا أو أخلاقيا، مؤكدا أن غزة باتت كابوسا متواصلا يهدد منطقة الشرق الأوسط بكاملها، وربط بين ذلك وبما يحدث فى لبنان رافضا القبول بأن يتحول لبنان إلى غزة أخري.

وضع أنطونيو جوتيريش يده على جذر الأزمة، مؤكدا أنه لا بديل عن مسار حل الدولتين، منددا بموقف الحكومة الإسرائيلية الرافض لهذا الحل وتقويضه بإنشاء المزيد من المستوطنات والاستيلاء على أراضى الفلسطينيين والتحريض عليهم، متسائلا: كيف يمكن للعالم أن يقبل دولة واحدة تضم مثل هذا العدد الكبير من الفلسطينيين دون أن يتمتعوا بأى حرية، أو حقوق، أو كرامة.

أعتقد أن كلمات جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، جاءت كطلقات تحذيرية هائلة أمام أكبر محفل عالمى قبل أن يتحول النظام العالمى إلى «ركام» نتيجة غياب العدالة، وازدواجية المعايير، وانعدام المساواة.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات