وتبقى المشكلة أمريكا!

وتبقى المشكلة أمريكا!

عبدالمحسن سلامة

اقتربنا من مرور عام كامل على العدوان على غزة، ولا تزال الأزمة مستمرة وممتدة، ونيتانياهو يغامر ويقامر، ويأخذ المنطقة والعالم كله رهينة لأفكاره المتطرفة، ونواياه العدوانية، ويضع سيناريوهات توسعة العدوان على مناطق أخرى فى اليمن، ولبنان، كمرحلة أولي، ثم إيران كمرحلة ثانية، وربما تكون هناك مراحل ثالثة ورابعة، وإن لم يكن بالضرورة أن تكون مراحل متداخلة، وربما تكون منفصلة بعض الشىء فى المدد الزمنية.

فى كل هذا تبقى أمريكا هى المشكلة، والفاعل الأصلي، والمتهم الرئيسي، لأنها هى التى تقوم بدعم إسرائيل ماديا وعسكريا بلا سقف، وتحميها بـ«الفيتو» اللعين، وتمدها بكل ما تحتاجه من أحدث المعدات العسكرية والتكنولوجية، وتعوضها عن خسائرها المادية بشكل ضخم وغير مسبوق، مما يؤدى إلى عدم إحساس المواطن الإسرائيلى بوجود أزمة اقتصادية ضخمة فى حياته اليومية والمعيشية.

أمريكا هى التى ترفض حل الدولتين عمليا، رغم مواقفها السياسية المعلنة، وحتى الآن ترفض الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، وتستخدم حق النقض «الفيتو» فى مجلس الأمن للاعتراض على العضوية الكاملة لدولة فلسطين فى الأمم المتحدة، ومجلس الأمن.

فى 18 أبريل الماضى أنعقد مجلس الأمن للتصديق على توصية الجمعية العامة للأمم المتحدة بقبول عضوية دولة فلسطين فى الأمم المتحدة، وقد وافق على التوصية 12 دولة ومن بينهم الصين، وروسيا، وفرنسا، فى حين امتنعت عن التصويت بريطانيا وسويسرا إلا أن أمريكا كانت هى الدولة الوحيدة التى رفضت القرار وأسقطته بعد استخدام حق النقض «الفيتو».

كان يكفى حصول التوصية على موافقة 9 دول من الدول الأعضاء فقط، حتى لو امتنعت باقى الدول، لكن أمريكا أصرت على استخدام «الفيتو» لإسقاط التوصية.

لكل هذا تبقى أمريكا هى «المشكلة»، وهى العقبة الكبرى الأساسية فى تحقيق حلم دولة فلسطين، ويبقى السؤال إلى متى؟

هل هناك من لديه إجابة على هذا السؤال؟

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات