500 يوم «معاناة»

500 يوم «معاناة»

عبدالمحسن سلامة

مأساة مروعة يعيشها الشعب السودانى الشقيق منذ وقوعه تحت وطأة حرب أهلية مدمرة بين أصدقاء الأمس وأعداء اليوم والتى اندلعت شرارتها فى 15 أبريل من العام الماضي، أى منذ نحو 500 يوم تحولت فيها معظم الأراضى السودانية إلى ساحة حرب بين الإخوة الأعداء حينما تمردت قوات الدعم السريع، واحتلت المبانى والمدارس والمستشفيات، لتبدأ واحدة من أسوأ الحروب الأهلية فى السودان.

مأساة إنسانية كبرى يعيشها السودان الشقيق منذ 500 يوم حتى الآن خلفت وراءها أكثر من 40 ألف قتيل، وتسببت فى نزوح ما يقرب من 11 مليون سودانى فى الداخل والخارج، من بينهم أعداد كبيرة على الأراضى المصرية وحدها فروا إلى مصر عقب اندلاع الاشتباكات، إلى جانب أعداد أخرى كانت مقيمة فى مصر قبل تلك الأحداث المأساوية.

الكارثة الأكبر هى وقوع أزمة إنسانية عميقة هناك تم تصنيفها من قبل المنظمات الدولية على أنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية فى العالم خاصة بعد تنامى مخاطر الجوع، وانتشار المجاعة بين نحو 25 مليون سودانى من إجمالى عدد السكان البالغ نحو 48 مليون نسمة.

حتى الآن لا يبدو أن هناك أى أفق لوضع نهاية لهذه الحرب الكارثية، نتيجة تعنت قوات الدعم السريع ومخالفتها مبادئ إعلان جدة، وارتكابها مخالفات جسيمة تصل إلى جرائم حرب طبقا لما أعلنته جهات دولية عديدة وآخرها ما صدر عن وزير الخارجية الأمريكى فى هذا الشأن.

500 يوم تكفى، ومن الضرورى الاستجابة لنداء السلام وحقن الدماء بين أبناء الشعب السودانى الواحد، والحفاظ على كيان الدولة السودانية، ووحدتها، وسيادتها بعيدا عن كيد الكائدين المتربصين بالسودان وشعبه، والمتآمرين عليه، والراغبين فى استمرار هذه الحرب العبثية التى عصفت بمقدرات الشعب السوداني، وأمنه، وأمانه، واستقراره.

مصر بذلت وتبذل جهودا ضخمة وغير مسبوقة لمساندة الشعب السوداني، ويكفى ما تتحمله من فاتورة ضخمة فى استضافة أعداد كبيرة وغير مسبوقة من الأشقاء السودانيين، رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة والمعقدة محليا وإقليميا ودوليا، وآن الأوان أن يتوحد الشعب السودانى خلف مؤسساته الوطنية قبل أن تطول المعاناة وتمتد أكثر من ذلك.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات