تحالف فرنسي ياباني مصري لتطوير الخط الأول لمترو القاهرة

شهدت القاهرة توقيع عقد تاريخي بين الهيئة القومية للأنفاق وتحالف شركات "كولاس ريل - أوراسكوم للإنشاءات - هيتاشي" لتحديث أنظمة الخط الأول لمترو أنفاق القاهرة الكبرى، وذلك بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، الفريق مهندس كامل الوزير، والسفير الفرنسي بالقاهرة إيريك شوفالييه. يأتي هذا التوقيع في إطار خطة شاملة لتطوير الوحدات المتحركة وأنظمة التشغيل بهدف تحسين جودة الخدمة وتقليل تكلفة الصيانة والتشغيل.

تفاصيل العقد وأهميته:

أوضح الفريق مهندس كامل الوزير أن التوقيع يأتي في إطار جهود وزارة النقل لتطوير البنية التحتية لوسائل النقل الجماعي في مصر، وخاصة مترو أنفاق القاهرة الكبرى، الذي يعد العمود الفقري لشبكة النقل داخل العاصمة. يشمل التحديث أنظمة الإشارات، الاتصالات، التحكم المركزي، الأعمال الكهروميكانيكية، القوى الكهربائية، الشبكة الهوائية وأعمال السكة، مما سيحسن بشكل كبير من كفاءة التشغيل ويقلل من زمن التقاطر.

وأضاف الوزير أن الخط الأول، الذي بدأ تشغيله في عام 1987 ويبلغ طوله 44 كيلومترًا، يشهد حاليًا طفرة في تطوير وحداته المتحركة حيث يجري إعادة تأهيل 23 قطارًا بالإضافة إلى تصنيع وتوريد 55 قطارًا مكيفًا جديدًا. وتأتي هذه الجهود لتلبية الطلب المتزايد على خدمات المترو بعد استكمال شبكة المترو التي تستوعب حوالي 1.5 مليون راكب يوميًا.

تعزيز العلاقات المصرية-الفرنسية في قطاع النقل:

على هامش حفل التوقيع، عقد الوزير اجتماعًا مع السفير الفرنسي بالقاهرة لمناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مجالات النقل المختلفة. وأعرب الوزير عن عمق العلاقات التي تربط بين القيادة السياسية في مصر وفرنسا، مشيدًا بالتعاون المثمر في تنفيذ مشروعات عملاقة على أرض مصر. وأشار إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة المصرية لتوطين صناعة الوحدات المتحركة والسيارات، بما في ذلك إنشاء مجمع صناعي ضخم بالتعاون مع شركة "ألستوم" الفرنسية.

من جانبه، أعرب السفير الفرنسي عن سعادته بهذا التعاون، مشيدًا بالإنجازات الكبيرة التي تحققها مصر في مختلف المجالات، ومؤكدًا على التزام الشركات الفرنسية بالمشاركة في تحقيق هذه النجاحات، بما في ذلك التعاون المستقبلي في توطين الصناعات الهامة في مصر.

تأتي هذه الخطوة كجزء من رؤية الحكومة المصرية لتطوير البنية التحتية للنقل وتحسين جودة الحياة للمواطنين، كما تعكس عمق العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا في مجالات التعاون الصناعي والتكنولوجي. من المتوقع أن تسهم هذه المشاريع في تحسين كفاءة النقل الجماعي وتقليل الازدحام المروري في القاهرة، فضلاً عن تعزيز قدرات مصر الصناعية في مجال النقل.

التعليقات