لفت انتباهى فى بيان المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية د. أحمد فهمى عن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى ووزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن الفقرة الأخيرة فى البيان التى جاء فيها أن الرئيس حرص على تأكيد أن وقف إطلاق النار فى غزة يجب أن يكون بداية لاعتراف دولى أوسع بالدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين بوصف أن ذلك هو الضامن الأساسى لاستقرار المنطقة.
تلك هى الرسالة القوية والواضحة التى تحرص عليها مصر باستمرار فى مساندة حق الشعب الفلسطيني، فى إقامة دولته على حدود الرابع من يونيو عام 1967، لأن ذلك هو الضامن الوحيد ولا شيء غيره لاستقرار المنطقة وأمنها وأمانها، بل استقرار العالم كله، لأن منطقة الشرق الأوسط هى قلب العالم، ودون حل المشكلة الفلسطينية لن يكون هناك أمن ولا استقرار فى الشرق الأوسط، ولا فى العالم كله.
خسائر مصر من قناة السويس وحدها بلغت ما يقرب من 5 مليارات دولار فى العام بسبب أحداث غزة، هذا إلى جانب التأثيرات المباشرة وغير المباشرة الأخرى التى ترتبت على تجدد اندلاع الصراع فى السابع من أكتوبر الماضى.
الخسائر المصرية جزء من فاتورة ضخمة تحملتها مصر بقوة وصبر طوال 76 عاما من الصراع العربى ــ الإسرائيلي، ولا تزال تتحملها حتى الآن حيث خاضت مصر العديد من الحروب طوال تلك السنوات وتحملت الفاتورة الأكبر اقتصاديا وسياسيا وعسكريا على الإطلاق فى هذا الصراع، وعلى الرغم من ذلك لم ولن تتخلى مصر عن القضية الفلسطينية بصفتها الحلقة الأهم من حلقات الأمن القومى والإستراتيجى المصري.
آن الأوان أن تكون هناك لغة حوار عربى عميق حول مستقبل العلاقات العربية ـ الأمريكية، ومستقبل العلاقات العربية ـ الإسرائيلية، والاتفاق حول رؤية عربية موحدة للسلام، واستكمال حلقات الاعتراف الدولى بدولة فلسطين، وترفيع عضويتها بالأمم المتحدة ومجلس الأمن كعضوية كاملة غير منقوصة طبقا لحدود الرابع من يونيو عام 1967، والتصدى بقوة لكل المخططات الإسرائيلية التى تستهدف إلغاء مبدأ حل الدولتين، وفرض أمر واقع لابتلاع الأراضى الفلسطينية، وتهجير الشعب الفلسطينى وتصفية القضية الفلسطينية كخطوة ضمن سلسلة خطوات طويلة بدأت منذ عام 1948، ولن تقف عند حدود غزة والضفة والقدس إذا لم يكن هناك موقف عربى واضح ومحدد للتمسك بالثوابت الفلسطينية والعربية.
التعليقات