تمر النمسا بأطول موجة حر مسجلة في تاريخها، بدأت في شهر يوليو الماضي حيث اجتاحت البلاد طقس شديد الحرارة استمر لأسابيع متتالية، مما أثر سلباً على المحاصيل الزراعية الرئيسية. تأتي هذه الموجة كأحدث مثال على الظواهر الجوية المتطرفة التي باتت تضرب البلاد بشكل متزايد خلال السنوات الأخيرة نتيجة لتغير المناخ.
بحسب السلطات النمساوية، تعرضت البلاد لأسابيع من الطقس الحار، مقرونة بنقص شديد في هطول الأمطار، ما أدى إلى حدوث جفاف ألحق أضراراً جسيمة بالمحاصيل الزراعية، خاصة تلك المحاصيل التي تعتبر حيوية لفصل الخريف مثل الذرة وفول الصويا وبنجر السكر.
وفي هذا السياق، أوضح كريستوف ماتيلا، خبير الأرصاد الجوية، أن ولاية "كلاغنفورت" شهدت أطول موجة حر منذ بدء القياسات في عام 1950، حيث استمرت الحرارة العالية لمدة 11 يوماً متتالياً. هذا الرقم القياسي يعكس مدى تفاقم التغيرات المناخية في المنطقة.
تعاني النمسا من ظواهر جوية متطرفة وطقس قاسي بشكل متزايد، وهو ما يؤثر بشدة على القطاعات الاقتصادية المختلفة، وخاصة الزراعة. ووفقاً لاتحاد شركات التأمين، فقد بلغت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن هذه الظواهر أكثر من مليار يورو في العام الماضي فقط. المزارعون في البلاد يواجهون تحديات كبيرة نتيجة العواصف والفيضانات التي أصبحت أكثر شيوعاً وقوة.
تعكس هذه الموجة الحارة الجديدة والتحذيرات المتزايدة من خبراء الطقس واقعاً مقلقاً لمستقبل النمسا في ظل التغيرات المناخية. بينما تتزايد الظواهر الجوية المتطرفة، تزداد معها التحديات الاقتصادية والبيئية التي تواجه البلاد، مما يضع المزيد من الضغوط على الحكومة والمجتمع للتحرك العاجل في مواجهة آثار تغير المناخ وتطوير استراتيجيات للتكيف مع هذا الواقع المتغير.
التعليقات