تستمر المفاوضات المكثفة في العاصمة القطرية الدوحة بين الأطراف المعنية بالصراع في غزة، وسط محاولات دولية وإقليمية للتوصل إلى توافق يضع حدًا للتصعيد المستمر. وبينما يسعى الوسطاء إلى تقريب وجهات النظر، يواجهون تحديات كبيرة بشأن آلية إنهاء الحرب وفحص العائدين إلى شمال غزة.
أفادت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أن هناك احتمالًا كبيرًا لاستمرار مفاوضات الدوحة حتى السبت، في إشارة إلى تعقيد المفاوضات والحاجة إلى مزيد من الوقت لحل الخلافات المستمرة. من جانبه، أكد مصدر أميركي لهيئة البث وجود رغبة قوية في تحقيق تقدم ملموس في هذه المفاوضات.
وأعرب مصدر مصري رفيع المستوى عن استمرار الجهود المصرية لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتفاوضة، حيث يعمل الوفد الأمني المصري بشكل مكثف لدفع عملية التفاوض نحو توافق يُسهم في إنهاء النزاع ووقف إطلاق النار.
في الداخل الإسرائيلي، تتزايد الضغوط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من قبل قادة سياسيين للموافقة على صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين كجزء من الحل الشامل، حيث دعا بيني جانتس، زعيم حزب معسكر الدولة الإسرائيلي، نتنياهو إلى السعي الجاد للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الأزمة.
في تصريح شديد اللهجة، قال جانتس مخاطبًا نتنياهو: "كن شجاعًا ولو لمرة واحدة وتوقف عن اللعب بمصير إسرائيل"، مما يعكس حالة الاستياء والانقسام السياسي داخل إسرائيل حول كيفية إدارة الأزمة.
على الصعيد الدولي، تتزايد الدعوات لإنهاء التصعيد في غزة، حيث أكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الإماراتي، وأيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني، على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة، مع الالتزام بالقانون الدولي ووقف الإجراءات غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
تظل مفاوضات الدوحة محط أنظار العالم، وسط آمال بأن تثمر هذه الجهود في التوصل إلى اتفاق يضع حدًا للعنف المستمر في غزة. ومع استمرار الضغوط الدولية والإقليمية، يبقى السؤال مفتوحًا حول قدرة الأطراف على تجاوز خلافاتها والوصول إلى تسوية تضمن السلام والاستقرار في المنطقة.
التعليقات