ليس من بينهم مصريون

ليس من بينهم مصريون

عبدالمحسن سلامة

لفت انتباهى أثناء وجودى فى أحد المنتجعات السياحية لقضاء إجازة مصيفية هناك وجود أعداد كبيرة من السائحين الأجانب الذين لا يزالون يعشقون القراءة، ويستمتعون بها، ويعتبرونها ضمن الأوقات الممتعة على الشواطئ وعلى حمامات السباحة.

الملاحظة ليست بجديدة، لكنها تلفت انتباهى باستمرار، وبحكم تكوينى وشغفى بالقراءة، أحاول دائما أن أرصد تلك الظاهرة، ومدى استمراريتها رغم كل التطورات التكنولوجية الحديثة، ليقفز الى ذهنى على الفور سؤال قديم جديد حائر: لماذا تغيب هذه الفضيلة عنا كمصريين وعرب، ولماذا هى مستمرة لدى الأجانب حتى وهم يستمتعون بالمياه والشمس والاوقات السعيدة؟!

أكثر من %90 من الموجودين فى الفندق كانوا من جنسيات أجنبية مختلفة (روسيا، وألمانيا، وتركيا، وجنسيات أخرى)، وتعمدت أثناء وجودى حول حمام السباحة أن أرصد الظاهرة بحكم عملى الصحفى، وذهبت الى إحصاء العدد الذى كان يستمتع بالقراءة فى المكان الذى كنت فيه، ووجدت أن هناك أكثر من 15 من السائحين والسائحات فى مكان واحد يستمتعون بالقراءة فى الكتب والمجلات أثناء وجودهم حول حمام السباحة، فى حين لم أجد مصريا أو عربيا واحدا للاسف الشديد يمسك بكتاب أو مجلة رغم وجود عدد من المصريين والاجانب فى المكان نفسه.

ملاحظة قديمة جديدة تستوقفنى دائما، وأطرحها للنقاش مع الزملاء الصحفيين والمثقفين خلال الجلسات الحوارية الخاصة والعامة، وللأسف الشديد يتم طرح إجابات غير مكتملة دائما تتعلق بالتطور التكنولوجي، وتفشى استخدام التليفونات المحمولة، وإحلال أدوات جديدة محل الأدوات التقليدية من الكتب والمجلات والصحف.

هى فعلا إجابات غير مكتملة لأن التطور التكنولوجى أقوى بكثير فى تلك الدول عن عالمنا العربى، وهم صانعو التكنولوجيا، ونحن نستخدمها فقط، وبالتالى فإن الإجابات غير مكتملة وتحتاج من كل الجهات المعنية خاصة وزارات التعليم، والتعليم العالى، والثقافة، والشباب والرياضة رؤية جديدة فى هذا المجال.

أتمنى أن يقوم د. خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية بفتح نقاش جاد ومثمر فى تلك القضية مع الوزارات المعنية لعل وعسى نجد إجابات مكتملة.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات