أمريكا تدخل الحرب

أمريكا تدخل الحرب

عبدالمحسن سلامة

من يتابع تطورات الموقف حاليا فى الشرق الأوسط يتأكد أن أمريكا هى التى تخوض الحرب وليست إسرائيل، حيث تقوم الولايات المتحدة الأمريكية الآن بتحريك قواتها، وتعيد انتشارها تحسبا لأى تحركات فى المنطقة تستهدف الهجوم على إسرائيل.

يوم الجمعة الماضى أصدر البنتاجون بيانا أشار فيه إلى أنه قرر إجراء تعديلات على انتشار القوات الأمريكية فى المنطقة، وقرر إرسال مجموعة من حاملات الطائرات إلى الشرق الأوسط، ونشر أنظمة دفاع صاروخية إضافية.

وفقا للبيان، فقد أمر وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن حاملة الطائرات يو إس إس إبراهام لينكولن بأن تحل محل المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات يو إس إس ثيودور روزفلت، بالإضافة إلى إرسال مدمرات وطرادات إضافية مزودة بأنظمة دفاع صاروخى. كما يعتزم البنتاجون نشر أنظمة دفاع صاروخية أرضية فى الشرق الأوسط.

أشار البيان كذلك إلى أن أوستن أمر بنشر سرب إضافى من الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية الأمريكية من أحدث الطرازات F35، وF22 فى منطقة الشرق الأوسط.

كل هذا تحسبا لاحتمالات وقوع هجوم على إسرائيل من إيران وحلفائها فى المنطقة ردا على اغتيال إسماعيل هنية، وقبله فؤاد شكر، ليتم طرح سؤال مهم وضرورى وهو: من يحارب فعليا، هل هى أمريكا أم إسرائيل؟

السؤال لا يحتاج إلى اجابة لأن إجابته عملية قبل أن تكون نظرية.

الإجابة عن السؤال تقتضى الإجابة عمن يساند إسرائيل عسكريا ويمدها بأحدث الأسلحة والمعدات، والتكنولوجيات، ويسخر لها كل المعلومات الاستخباراتية منذ 7 أكتوبر، وقبل 7 أكتوبر وحتى الآن؟

لا توجد غير إجابة واحدة ومكررة منذ قيام دولة الاحتلال وحتى الآن وهي: أمريكا ثم أمريكا ثم أمريكا.

أمريكا هى التى تحارب فعليا من خلال حشد كل إمكاناتها لمصلحة جيش الاحتلال، وهى تفعل الآن الشىء نفسه تحسبا للهجوم الإيرانى، أو هجوم حلفاء إيران فى اليمن، ولبنان، والعراق.

لكل ذلك، فإن وقف الحرب أو التصعيد هو "قرار أمريكى بحت"، فإذا أرادت أمريكا وقف التصعيد وإنقاذ المنطقة فعليها سحب قواتها، ومنع المساعدات عن دولة الاحتلال، أما غير ذلك فكله دخان فى الهواء بغرض التشويش لا أكثر ولا أقل.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات