شهدت سوق العملات المشفرة خسائر حادة خلال الساعات الـ 24 الماضية، حيث تجاوزت الخسائر الإجمالية لعملة بتكوين وحدها 185 مليار دولار. وقد انخفضت القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة بنحو 270 مليار دولار، وهو ما يمثل تراجعًا بنسبة 11% لعملة بتكوين، وبنسبة 21% لعملة إيثريوم، وفقًا لبيانات نقلتها شبكة "سي إن بي سي".
هذا الانخفاض الحاد جاء في ظل عمليات بيع واسعة النطاق في سوق العملات المشفرة، تزامنت مع تراجع أوسع في أسواق الأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وتكبد مؤشر "نيكاي 225" الياباني خسائر كبيرة بلغت نحو 7%، مواصلًا هبوطه الذي بدأ الأسبوع الماضي بعد إعلان بنك اليابان عن رفع سعر الفائدة القياسي إلى أعلى مستوى له منذ 16 عامًا.
وفي الولايات المتحدة، أغلق مؤشر "ناسداك" الأسبوع الماضي على انخفاض بنسبة 3.4%، ليصل إلى منطقة التصحيح، متوجًا أسوأ أداء للمؤشر خلال ثلاثة أسابيع منذ سبتمبر 2022، وهو ما حدث حين كان السوق في حالة سقوط حر، حيث ساهمت كل من أمازون وإنفيديا في هذا التراجع الكبير.
وكان التراجع في الأسهم الأسبوع الماضي مرتبطًا جزئيًا بالأرباح المخيبة للآمال، بالإضافة إلى تقرير الوظائف الذي جاء أضعف من المتوقع، وارتفاع معدل البطالة، وتراجع قطاع التصنيع. وقرر البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إبقاء سعر الفائدة القياسي ثابتًا، ولم يعد بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، وهو ما كان العديد من خبراء السوق قد ضمنوه في توقعاتهم.
سعر عملة بتكوين انخفض إلى أدنى مستوى له منذ فبراير، حيث يتم تداولها الآن عند حوالي 54 ألف دولار، وعلى الرغم من هذا الانخفاض الكبير، إلا أنها لا تزال مرتفعة بنحو 23% منذ بداية العام. في المقابل، تراجعت عملة إيثريوم إلى حوالي 2300 دولار، مما محا مكاسبها التي حققتها في وقت سابق من هذا العام.
تبقى التوقعات غير واضحة بالنسبة لسوق العملات المشفرة في ظل التقلبات الحالية، حيث يترقب المستثمرون مزيدًا من الاستقرار في الأسواق العالمية وسط تغييرات السياسات النقدية والمالية.
التعليقات