كعادته وقف بنيامين نيتانياهو أمس، ينشر سمومه وأكاذيبه داخل أروقة الكونجرس الأمريكي، فى تأكيد على تورط أمريكا رسميا وسياسيا فى مذابح غزة، ودعم الكيان الصهيونى بمالا يستحق من كل أوجه الدعم.
تزايد نفوذ اللوبى الصهيوني، وارتماء أمريكا فى أحضان إسرائيل، كان وراء هذا اللقاء المرفوض بين بنيامين نيتانياهو، وهو مجرم حرب، ومطارد من العدالة الدولية، ويداه ملطختان بدماء الأبرياء من الأطفال والنساء فى فلسطين، وبين الكونجرس الأمريكى تلك المؤسسة التشريعية الأمريكية التى تزعم أنها راعية الديمقراطية وحقوق الإنسان فى العالم.
صحيح أن هناك العديد من أعضاء الكونجرس قاطعوا الجلسة، كما قام عدد كبير من اليهود الأمريكيين باقتحام مبنى الكونجرس أمس الأول مرتدين «القمصان الحمراء» فى إشارة إلى حجم الدماء الرهيب فى فلسطين مرددين شعارات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، ورافضين لزيارته.
نعم حدث كل هذا، لكن فى كل الأحوال لم يكن من اللائق أن تدعو المؤسسة التشريعية الأمريكية نيتانياهو بعد أن تلطخت يداه بالدماء، وأصبح من المطلوبين على قائمة العدالة الدولية، ومتهما بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية.
نيتانياهو شخص «مهووس» و«متعصب» ومرفوض شعبيا داخل إسرائيل، ومرفوض على مستوى اليهود فى خارج إسرائيل، وهو ما عبرت عنه المجموعة التى ارتدت «القمصان الحمراء» داخل مبنى الكونجرس، والأخطر هى شهادة الطبيب اليهودى الإنسان الذى ذهب إلى غزة، وخرج ليدلى بشهادته حول مجازر جيش الاحتلال الإسرائيلى فى غزة، وحجم الدماء والقتل «المذهل» هناك.
الطبيب اليهودى الأمريكى العائد من غزة أوضح لشبكة «سى بى إس» الأمريكية أنه لم يشاهد فى حياته أطفالا مقطعين ومصابين كما رأى فى غزة، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلى قنص أطفالا بصورة متعمدة، بما يؤكد حالات الاستهداف الممنهج للأطفال، وارتكاب جرائم حرب بحقهم.
وسط هذا الرفض اليهودى من داخل وخارج إسرائيل أصر الكونجرس الأمريكى على استضافة رئيس الوزراء الإسرائيلى لينشر سمومه، وأكاذيبه، وادعاءاته، والأخطر هو محاولة إضفاء شرعية أمريكية على تلك التصرفات الرهيبة.
تحضرنى كلمات الرئيس الراحل البطل أنور السادات فى مجلس الشعب المصرى يوم 18 أكتوبر 1973 حينما خاطب الرئيس الأمريكى نيكسون قائلا «إلى متى وإلى أين»؟!
حقا إلى متى وإلى أين تقوم أمريكا بتلك الأفعال المشينة ضد كل مبادئ العدالة والمساواة وحقوق الإنسان، وتناصر المعتدى والمحتل على حساب الأبرياء الباحثين عن حقهم فى العدالة والمساواة والاستقلال.
التعليقات