منذ نحو 4 سنوات تم إنتاج فيلم أمريكى عن السيناتور الشاب ديفيد فانس، الذى لم يبلغ 40 عاما بعد، باعتباره نموذجا لتجسيد «الحلم الأمريكي»، وسطوع نجمه من القاع حتى أصبح «سيناتور أمريكيا» فى مجلس الشيوخ.
ديفيد فانس شاب أمريكى مولود فى منطقة جبلية فى ولاية كنتاكي، وعاش فى منطقة ميدلتاون بولاية أوهايو لعائلة فقيرة ومفككة، حيث انفصل الأب عن الأم، التى وقعت فى دائرة إدمان المخدرات، واضطر للعمل فى غسل الصحون بالمطاعم الأمريكية، وأنقذته جدته التى تحملت عبء تربيته، حتى أصبح ضمن القوات الأمريكية «المارينز»، التى خدمت فى العراق بعد أن استكمل دراسته فى جامعة «يال» الأمريكية.
بعد ترشيح الرئيس السابق دونالد ترامب للشاب الأمريكى «ديفيد فانس» ليكون نائبا له فى ولايته الجديدة تصدر الفيلم الأمريكى «Hillbilly Elegy» أو «مرتبة هيلبيلي» قائمة الأفلام الأكثر مشاهدة على المنصة بعد أن كان من الأفلام المنسية.
يعرض الفيلم قصة حياة ديفيد فانس الذى تعرض للعديد من الصدمات لكن حضن جدته لأمه كان بمنزلة طوق النجاة للطفل الصغير، ليتخصص فى دراسة الحقوق فى جامعة «يال»، ويلتحق بالقوات الأمريكية «المارينز»، ثم أصبح بعد ذلك عضوا بمجلس الشيوخ الأمريكى حتى اختاره ترامب نائبا له فى الانتخابات المقبلة.
المؤكد أن اختيار الرئيس الأمريكى السابق ترامب للسيناتور الأمريكى «ديفيد فانس» هو اختيار ذكي، لأنه بمنزلة تجديد للحلم الأمريكى «American Dream» القائم على الفرص المتساوية، والعدالة، والكفاءة، والقدرة على الوصول إلى أرفع المناصب بالعمل والاجتهاد والكفاءة الشخصية.
على الجانب الآخر، وفى الحقيقة نجد أن هناك عناصر كثيرة تحاول الانقضاض على الحلم الأمريكي، وتشويهه من خلال الخضوع لجماعات الضغط الصهيونى لتزييف الوعي، ونشر الأكاذيب، وازدواجية المعايير، وارتفاع غير مسبوق فى الاتجاه صوب اليمين المتطرف.
أتمنى أن يستعيد فانس ذكريات نشأته الأولي، وأن تكون تلك النشأة قوة دفع إيجابية له خلال ممارساته المستقبلية فى إعادة ازدهار الحلم الأمريكي، وتنقيته من الشوائب الخطيرة التى لحقت به، والتى كادت تغتاله، بعد أن أصبح اللوبى الصهيونى هو الذى يحكم أمريكا الآن، وتحولت أمريكا إلى الجلاد الأكبر فى العالم لكل القيم الإنسانية والأخلاقية.
أخيرا يبقى التساؤل مطروحا حول قدرة «فانس» على انتشال أمريكا من «الغرق فى الوحل»، أم أن «الوحل» سوف يبتلع «فانس»، ويتحول إلى جلاد بعد أن كان ضحية؟!
التعليقات