لو فعلتها الحكومة!

لو فعلتها الحكومة!

عبدالمحسن سلامة

لو فعلتها الحكومة، ونفذت ماجاء فى بيانها الذى ألقاه رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى أمام مجلس النواب أمس الأول، فمن المؤكد أن النتائج سوف تكون أكثر من رائعة، وأن أمورا كثيرة سوف تتغير إلى الأفضل.

لم يلفت انتباهى فى بيان الحكومة التفاؤل أو التشاؤم، وانما الإرادة والرغبة فى الإنجاز، ووجود تصور عام يمكن تحقيقه إذا كانت هناك متابعة دقيقة من مجلسى الشيوخ والنواب، والأجهزة الرقابية، ورئاسة مجلس الوزراء لكل ما جاء من تفصيلات وقضايا فى البرنامج الحكومى.

ما يلفت الانتباه أيضا فى بيان الحكومة الاهتمام الكبير بالمواطن، والتركيز على تحسين معيشته، والاهتمام بقضايا الصحة والتعليم وبناء الإنسان، وتبنى الحكومة لأول مرة رؤية إستراتيجية لبناء الإنسان المصرى طبقا لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى للحكومة فى هذا الشأن.

لقد تم تعيين نائب لرئيس الوزراء للتنمية البشرية لأول مرة، ووقع الاختيار على د. خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى السابق، ووزير الصحة الحالى، وهو اختيار مستحق لخبرة د.خالد الواسعة فى المجالين، ورؤيته المتطورة فى هذا المجال، بما يفتح الباب أمام تحقيق نقلة نوعية ضخمة فى هذا المجال، والتركيز على قضايا صحة المواطن، ومهاراته، وتعليمه، وإزالة العقبات أمام استكمال بسط مظلة التأمين الصحى الشامل على مستوى كل المحافظات بمستوى طبى متميز، وجودة صحية فائقة.

تحدث بيان الحكومة أيضا عن تمكين القطاع الخاص، وفتح الفرص المتكافئة أمامه، وكذلك التزام الحكومة بتوفير السلع، وزيادة مخزون المحاصيل الإستراتيجية، وتنمية الثروة الحيوانية، والسمكية بما يؤدى إلى ضبط الأسعار، وكبح جماح التضخم، ليشعر المواطن بالتحسن الفعلى فى مستوى معيشته، وتحقيق الاستقرار الاجتماعى والاقتصادى للمواطن المحدود الدخل، والأسرة المتوسطة التى تحملت أعباء فوق طاقتها بسبب الضغوط الاقتصادية العالمية وتأثيراتها على الاقتصاد الوطنى.

وعدت الحكومة باستهداف معدل نمو يتجاوز 5٪، ورفع الصادرات 15٪ سنويا، وهو الأمر الذى يحتاج إلى مراجعة سنوية دقيقة لمعرفة مدى نجاح الحكومة فى تحقيق ذلك من عدمه، لأن نجاح الحكومة فى تحقيق ذلك الهدف يعنى تجاوز الأزمة الاقتصادية نهائيا، وسد الفجوة بين الاستيراد والتصدير.

أتمنى أن تلتزم الحكومة بتنفيذ ما جاء فى بيانها، وأن تكون المحاسبة لها من واقع ما طرحته فى هذا البرنامج، خاصة أن الحكومة الجديدة أكثر حظا من الحكومات السابقة بعد استقرار الدولة وتعافيها، وتجاوزها المراحل الانتقالية، وحل الكثير من المشكلات.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات