حكومة «أكثر حظا»!

حكومة «أكثر حظا»!

عبدالمحسن سلامة

المؤكد أن أعضاء الحكومة الجدد الذين من المقرر أن يؤدوا اليمين الدستورية أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى اليوم طبقا لما أعلنه مصدر حكومى لقناة «إكسترا نيوز» أمس هم أكثر حظا من أعضاء الحكومات السابقة لأسباب كثيرة ومتعددة.

دائما تكون البدايات هى «الأصعب» و«الأكثر تكلفة» فى كل شىء، وينطبق ذلك على كل الأمور بلا استثناء فى البناء، والتعمير، وفى بناء المساكن، والمصانع، أو استصلاح الأراضى، وكذلك فى استقرار الدول بعد القلاقل والاضطرابات والثورات.

حينما تبنى مسكنا تتحمل فيه تكاليف كثيرة فى الإنشاءات والتشطيبات، وكذلك الحال حينما تبنى مصنعا تتحمل كذلك التكاليف نفسها فى المبانى ويزيد عبء تكاليف المعدات، والحال نفسه فى استصلاح الأراضى التى تأخذ الكثير من الوقت والجهد والمال لكى تتحول الصحراء الجرداء إلى أرض تنبض بالحياة، وتغطى الخضرة أرجاء المكان الذى كان مهجورا وقاسيا،

السنوات العشر الماضية حدث فيها مالا يمكن تصديقه من الإنجازات المدهشة فى كل المجالات بلا استثناء بدءا من بناء 14 مدينة جديدة انتشرت من الإسكندرية حتى الآن، إلى جوار استصلاح واستزراع ما يقرب من 2٫5 مليون فدان، بما يوازى نحو 40 ٪ من مساحات الأراضى المصرية على مدى تاريخ الدولة المصرية، بالإضافة إلى إنشاء العديد من المناطق الصناعية فى دمياط، والمنطقة الصناعية بمحور قناة السويس، والمناطق الصناعية الاستثمارية فى المحافظات المختلفة، والمنطقة الصناعية فى الروبيكى، وغيرها.

قبل ذلك وبعده كانت المهمة الأصعب فى تثبيت أركان الدولة واستئصال شأفة الإرهاب إلى جوار إنشاء أضخم مشروعات للبنية التحتية فى تاريخ الدولة المصرية، والتى لولاها ما كان يصلح أن تقام كل هذه المشروعات العملاقة وغير المسبوقة.

لكل ذلك، فإن الحكومة الجديدة التى سوف تدخل الخدمة اليوم - إن شاء الله - يجب أن تكون حكومة «الماكينات الجاهزة»، وتشغيل مواتير تلك المشروعات العملاقة والمتنوعة فى مختلف المجالات لكى تدر عوائدها وتعود تلك العوائد على الاقتصاد الوطنى، ليشعر بها المواطن العادى الذى تحمل الكثير خلال المرحلة الماضية وأطلق عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى لقب «المكافح الشريف» فى خطابه بمناسبة احتفالات 30 يونيو.

المكافحون الشرفاء هم ليسوا أغنياء الأزمات الذين تربحوا الملايين وربما المليارات على طريقة أغنياء الحرب، ولكنهم كانوا «السند والضهر» للدولة المصرية منذ 11 عاما بعد قيام ثورة 30 يونيو، وتحملوا فاتورة رحلة البناء والاستقرار التى انطلقت منذ 10 أعوام، وعلى الحكومة الجديدة أن تعمل بهذا المفهوم، لأنها أكثر حظا من الحكومات السابقة، ولا عذر لها.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات