لفت انتباهى مانشيت جريدة الوفد يوم «الإثنين» الماضى عن حشود المتظاهرين أمام مقر حزب الليكود المطالبين بصفقة تبادل للمحتجزين، ورحيل رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو.
أشار المانشيت إلى أن هناك 150 ألفا شاركوا فى تظاهرة «المنزل المحترق» فى تل أبيب، وأن المظاهرات تماثل المظاهرات الحاشدة التى شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجا على حرب فيتنام، رغم مهاجمة الشرطة الإسرائيلية المتظاهرين بعنف.
تزامن ذلك مع هجرة الأثرياء من إسرائيل، وخروج إسرائيل من تصنيف الدول التى كانت تستقبل مهاجرى الثروات الخاصة، حيث بدأ العديد من الأثرياء الهجرة من إسرائيل ونقل أموالهم إلى مواقع أخرى أكثر أمانا، بعد أن حطمت حرب إسرائيل فى غزة صورة إسرائيل كملاذ آمن لاستقبال الأموال المهاجرة.
رغم خسارة إسرائيل على كل الجبهات يصر نيتانياهو على الاستمرار فى «جنونه» والسير إلى أبعد مدى فى هذا الإطار، مستندا إلى أكاذيب وأوهام وخرافات فى عقله المتطرف، ومعه مجموعة الوزراء الإرهابيين الضالعين فى المؤامرة الذين «باتوا» يحكمون إسرائيل الآن وعلى رأسهم بن غفير وسموتيرتش.
من يتابع المشهد داخل إسرائيل يجد أن هناك تغييرات كبيرة تحدث فى الشارع السياسى، حيث تراجع نيتانياهو بشدة فى استطلاعات الرأي، وتقدمت عليه قيادات أخرى مثل جالانت، وجانتس، ولابيد، وغيرهم.
نيتانياهو الآن مثل مصاصى الدماء لا يشبع من سفك دماء الفلسطينيين، حيث اقترب عدد الضحايا من حاجز الـ38 ألف شهيد، بالإضافة إلى ما يقرب من الـ80 ألف مصاب، ولا يكاد يمر يوم واحد دون ارتكاب عدة مجازر دموية فى قطاع غزة، وفى الضفة الغربية.
هو الآن يريد الدخول إلى لبنان، وبدأ الترويج للأكاذيب لتمهيد الأرض نحو حرب شاملة ضد لبنان لا تستثنى مطار بيروت أو ثكنات حزب الله.
واشنطن هى الراعى الرسمى للعدوان الإسرائيلى على غزة، وأتمنى لو أن هناك وقفة عربية مع الشريك الأمريكى الذى يأخذ كل خيرات العرب، ويخذلهم دائما، ويساند العدو الإسرائيلى بكل ما يملك.
لن تتغير الصورة دون موقف عربى واحد من الإدارة الأمريكية، والضغط عليها بكل ما تملكه الدول العربية من أدوات وإمكانات.
لابد من مساندة الموقف المصرى الحازم والواضح فى تلك الأزمة منذ بدايتها، والالتفاف حول رؤية موحدة لمعالجة جذر الأزمة، وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ولابديل عن ذلك.
التعليقات