تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تأكيد مكانتها البارزة على الساحة الدولية من خلال رؤية استشرافية وانفتاح اقتصادي متسارع يعزز من جاذبيتها للاستثمارات الأجنبية المباشرة. على الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية والانخفاض العام في تدفقات الاستثمارات الدولية، شهدت الإمارات نمواً قياسياً بنسبة 35% في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر خلال عام 2023.

هذه القفزة الكبيرة تعكس الجهود المستمرة والناجحة التي تبذلها الدولة لتعزيز بيئة الأعمال والاستثمار، مما مكنها من التقدم خمس مراتب في التصنيف العالمي لتحتل المركز الحادي عشر بين أكثر الدول جذباً للاستثمارات الأجنبية المباشرة، وفقاً لتقرير الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي للعام 2024 الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد).

في هذا التقرير، نستعرض تفاصيل هذه النجاحات الاستثنائية التي حققتها الإمارات، والأرقام الدالة على تفوقها الإقليمي والعالمي في جذب الاستثمارات الأجنبية. كما نسلط الضوء على الاستراتيجيات والمبادرات الحكومية الرامية إلى ترسيخ مكانة الدولة كوجهة مفضلة للمستثمرين ورواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم. وتستمر الإمارات في تحقيق تقدم مستدام نحو تحقيق رؤيتها المستقبلية، مما يعزز من دورها كلاعب رئيسي في الاقتصاد العالمي ومساهماً فعالاً في تحفيز النمو والتنمية الشاملة.

الإمارات تواصل جني ثمار رؤية قيادتها

أكد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، أن دولة الإمارات تواصل جني ثمار الرؤية الاستشرافية لقيادتها الرشيدة، من خلال المزيد من الانفتاح تجارياً واستثمارياً على العالم. وقد تُرجم هذا الانفتاح في النمو القياسي لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر التي زادت بنسبة 35% خلال عام 2023، وذلك على الرغم من التراجع العالمي في تدفقات الاستثمارات بنسبة 2% خلال العام نفسه.

الاستثمار الأجنبي المباشر في الإمارات:

وأوضح التقرير الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد" لعام 2024، أن الإمارات تقدمت بخمس مراكز لتحل في المرتبة الـ11 عالمياً من حيث قدرتها على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر. وصرح الدكتور الزيودي: "إن الأرقام التي أوردها التقرير تؤكد أن دولة الإمارات تواصل السير في الاتجاه الصحيح لتعزيز مكانتها وجهةً عالميةً مفضلة للاستثمارات الأجنبية الباحثة عن بيئة أعمال محفزة للنمو، وملاذاً لرواد الأعمال الطموحين وأصحاب الأفكار الخلاقة".

الجهود والمبادرات الحكومية:

وأشار الزيودي إلى أن الدولة تستمر في تقديم الامتيازات النوعية عبر بنيتها التحتية والتشريعية والتكنولوجية عالمية المستوى. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت الإمارات مبادرات محفزة للأعمال في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك مبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة الهادفة إلى استقطاب أكبر وأفضل الشركات الرقمية في العالم، وبرنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة الذي تنفذه الدولة منذ نهاية عام 2021، والذي أسفر عن اتفاقيات مع دول ذات أهمية استراتيجية استثمارياً وتجارياً على خريطة الاقتصاد العالمي.

أرقام وتفاصيل الاستثمار:

وأضاف الزيودي أن قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي اجتذبتها دولة الإمارات خلال عام 2023 بلغت 30.7 مليار دولار، مما يعادل نحو ثلاثة أضعاف أقرب منافسيها في الشرق الأوسط. وبذلك، حافظت الإمارات على صدارة قائمة الدول الأكثر جذباً للاستثمار عربياً وإقليمياً، حيث استحوذت على 45.4% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتدفقة إلى مجموعة الدول العربية، و47.1% من التدفقات الواردة إلى غرب آسيا، و38.6% من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

الاستثمار الإماراتي في الخارج:

لم يقتصر تأثير الإمارات على جذب الاستثمارات فقط، بل واصلت تعزيز مكانتها كأكبر مستثمر عالمي في المنطقة. وفقاً لتقرير "الأونكتاد"، احتلت الإمارات المرتبة الـ16 عالمياً في 2023 بإجمالي استثمارات صادرة بلغت 22.3 مليار دولار، مما يجعلها أكبر مستثمر عربي وإقليمي بحصة تبلغ 43% من إجمالي التدفقات الصادرة من الدول العربية، و38% من التدفقات الصادرة من غرب آسيا.

التوجه نحو التنويع الاقتصادي:

أكد الدكتور الزيودي أن الإمارات تواصل بخطى ثابتة وواثقة المضي قدماً في مسيرة التنويع الاقتصادي والنمو المستدام. وتقترب الدولة يوماً بعد يوم من تحقيق مستهدفات رؤية "نحن الإمارات 2031"، الرامية إلى مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي إلى 3 تريليونات درهم، وزيادة التجارة الخارجية غير النفطية من السلع إلى 4 تريليونات درهم. هذه الاستراتيجيات ترسخ مكانة الإمارات كمركز عالمي للمال والأعمال وبوابة رئيسية لتحفيز تدفق التجارة ورؤوس الأموال حول العالم.

بهذه الإنجازات والسياسات الحكيمة، تثبت الإمارات قدرتها على التكيف مع التحديات العالمية وتحقيق تقدم مستدام في جذب الاستثمارات، مما يعزز مكانتها كوجهة مفضلة للمستثمرين العالميين.