مفوضية حقوق الإنسان: حجم الموت في غزة يشير إلى ارتكاب جرائم حرب

شهدت النزاعات المسلحة الأخيرة في مناطق مختلفة من العالم انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. وفي تقريره السنوي الذي قدمه في افتتاح الدورة السادسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، ألقى فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، الضوء على مدى خطورة هذه الانتهاكات وتأثيرها المدمر على المدنيين.

النزاع في غزة

أكد تورك أن تجاهل أطراف النزاع في غزة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي مروع. منذ تصاعد الهجمات الإسرائيلية المكثفة في 7 أكتوبر الماضي، قتل أو جرح أكثر من 120 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال. كما أدى هذا التصعيد إلى تهجير ما يقرب من مليون فلسطيني قسريًا. وأشار تورك إلى أن تدهور عملية تسليم المساعدات الإنسانية زاد من حجم المعاناة والموت بين المدنيين.

الوضع في الضفة الغربية والقدس الشرقية

تحدث تورك عن تدهور الوضع في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، حيث قتل 528 فلسطينيًا، من بينهم 133 طفلًا، على أيدي القوات الإسرائيلية أو المستوطنين منذ 7 أكتوبر. وأعرب عن قلقه البالغ إزاء ما وصفه بعمليات القتل غير القانوني التي تثير مخاوف جدية. وعلى الجانب الآخر، قتل 23 إسرائيليًا في اشتباكات أو هجمات نفذها فلسطينيون في نفس الفترة.

الجماعات الفلسطينية المسلحة

أشار تورك إلى أن الجماعات الفلسطينية المسلحة لا تزال تحتجز العديد من الرهائن في مناطق مكتظة بالسكان، مما يعرض الرهائن والمدنيين الفلسطينيين لمزيد من المخاطر. وطالب بإطلاق سراح الرهائن فورًا، مشددًا على أن الأنماط التي وثقتها مفوضية حقوق الإنسان تثير مخاوف جدية بشأن ارتكاب جرائم حرب وغيرها من الجرائم الفظيعة.

تصاعد الوضع بين لبنان وإسرائيل

أعرب تورك عن قلقه البالغ إزاء تصاعد الوضع بين لبنان وإسرائيل، مشيرًا إلى أن 401 شخصًا قتلوا في لبنان، بما في ذلك المسعفون والصحفيون، وتم تهجير أكثر من 90 ألف شخص في لبنان وأكثر من 60 ألف شخص في إسرائيل، مع مقتل 25 إسرائيليًا. ودعا إلى وقف الأعمال العدائية واتخاذ جميع التدابير الممكنة لتجنب حرب واسعة النطاق.

الحرب في السودان

تطرق تورك إلى الوضع في السودان، حيث أشار إلى أن البلد يتعرض للتدمير بسبب طرفين متحاربين ومجموعات تابعة لهما. وأوضح أنهم أثاروا التوترات العرقية وأعاقوا المساعدات الإنسانية وتجاهلوا بشكل صارخ حقوق الشعب السوداني. وأكد تورك أن الجانبين مسؤولان عن تأثير أفعالهما على المدنيين، بما في ذلك النزوح الجماعي والمجاعة الوشيكة والكارثة الإنسانية المتزايدة الشدة.

الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان

تُظهر التقارير الأممية والتصريحات الرسمية مدى الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تشهدها مناطق النزاع المختلفة. وتبرز الحاجة الملحة لاحترام القانون الدولي الإنساني واتخاذ إجراءات فورية لوقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين. تبقى الدعوات الدولية والجهود الدبلوماسية أساسية في تخفيف معاناة الملايين من البشر المتضررين من هذه النزاعات، والعمل نحو تحقيق سلام دائم وعادل.

التعليقات