الفرحة «الناقصة»

الفرحة «الناقصة»

عبدالمحسن سلامة

لا يمكن أن تكتمل فرحة العيد أو غيره، وهناك إخوة أشقاء فى غزة، والضفة الغربية، والسودان يتضورون جوعا وعطشا، ويفتقدون المأوى والأمان، ويعانون القتل والإبادة.

مأساة كبرى يعيشها سكان قطاع غزة سوف تمتد آثارها عقودا نتيجة الحرب النازية والهمجية التى يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلى منذ 8 أشهر على القطاع المحاصر منذ سنوات طويلة.

فى الأسبوع الماضى كشف مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة فى غزة فى الأردن عن جانب من المأساة الإنسانية المروعة التى يعيشها سكان غزة، وجاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتضع النقاط على الحروف فى تلك المأساة المروعة، حيث أشار الرئيس إلى أن أبناء الشعب الفلسطينى الأبرياء فى غزة محاطون بالقتل، والتجويع، والترويع، وفى الوقت نفسه يقعون تحت حصار معنوى ومادى مخجل للضمير الإنساني، متمنين غدا مختلفا يعيد لهم كرامتهم الإنسانية المهدرة، وحقهم المشروع فى العيش بسلام، ويسترجع لهم بعض الثقة فى القانون الدولي، وفى عدالة ومصداقية ما يسمى بالنظام الدولي.

فى الاتجاه نفسه كشف أنطونيو جوتيريش أن %80 من سكان غزة لا يجدون الماء الصالح للشرب، وأنه لا يوجد مكان آمن فى قطاع غزة، وأن قوات الاحتلال الإسرائيلى تمنع جميع المساعدات من الدخول، وأن سكان قطاع غزة يعيشون حالة من الخوف والترويع غير مسبوقة فى التاريخ الإنساني.

على الجانب الآخر، يعيش الأشقاء فى السودان مأساة من نوع آخر، حيث يقوم الأشقاء بالاقتتال الأهلي، وترويع بعضهم بعضا، وقتل بعضهم بعضا، وارتكاب جرائم يندى لها الجبين، فى مأساة إنسانية هائلة داخل السودان.

أكثر من 38 ألف قتيل و80 ألف مصاب فى غزة، بعد مرور 8 أشهر على بدء الحملة النازية الإسرائيلية ضد قطاع غزة فى أكتوبر الماضي، وفى السودان تزداد المسألة تعقيدا، حيث اندلعت الحرب بين قوات الجيش والدعم السريع فى أبريل من العام الماضي، أى منذ نحو 14 شهرا حتى الآن، ولايزال الصراع مشتعلا، والأزمة محتدمة، رغم سقوط آلاف القتلي، ونزوح الملايين إلى مناطق داخل السودان أو إلى الدول المجاورة.

مصر تتحمل النصيب الأكبر من المعاناة الفلسطينية والسودانية بحكم صلة الدم، والجوار، والمسئولية التاريخية للدولة المصرية تجاه الأشقاء العرب من المحيط إلى الخليج.

أتمنى أن يكون عيد الأضحى المبارك بداية انفراجة للأزمة الفلسطينية، وأن تكلل جهود المفاوضات بالوقف الدائم للقتال فى غزة، وأن يلهم الله الأشقاء فى السودان الحكمة من أجل التوصل إلى طى هذه الصفحة السوداء من تاريخ فلسطين والسودان لتكتمل فرحة العيد.

وكل عام وأنتم بخير.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات