تحدى استغلال تراكم الثروة

تحدى استغلال تراكم الثروة

عبدالمحسن سلامة

المطلوب من الحكومة الجديدة استغلال وإدارة ما حدث من تراكم للثروة خلال السنوات العشر المقبلة بشكل غير مسبوق.

فى الفترة الماضية نجحت الدولة فى استصلاح واستزراع ما يقرب من 2٫5 مليون فدان، ومن المقرر استكمال خطة الـ4 ملايين فدان خلال السنوات الست المقبلة، ليكون ذلك هو الإنجاز الأضخم فى عهد الدولة المصرية منذ محمد علي.

أيضا هناك 14 مدينة جديدة تم إنشاؤها فى محافظات مصر المختلفة، إلى جوار إنشاء مناطق صناعية وخدمية متعددة، بالاضافة إلى شبكة موان عالمية عملاقة، وشبكة مطارات غير مسبوقة، إلى جانب بنية تحتية هائلة فى مشروعات الطرق، والأنفاق، والسكك الحديدية.

أقيمت مناطق استثمارية صناعية عملاقة فى شرق بورسعيد، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ودمياط، وغيرها من المناطق التى تعد مناطق متميزة جاذبة للاستثمارات الأجنبية والعربية والمحلية، وتحتاج إلى رؤية حكومية فى المرحلة المقبلة لجذب الاستثمارات بكل أنواعها، وتوطين الصناعات المهمة والحيوية، وتحويل مصر إلى نمر اقتصادى حقيقي، ينتج أكثر مما يستهلك، ويقوم بالتصدير أكثر مما يقوم بالاستيراد.

أعتقد أن الحكومة المقبلة ظروفها أفضل بكثير من الحكومات السابقة، لأن هناك شوطا طويلا وهائلا تم الانتهاء منه، وكل التركيز فى المرحلة المقبلة يكمن فى كيفية استغلال ما حدث من تراكم ثروة غير مسبوق فى تاريخ الدولة المصرية بعد مضاعفة نسبة المعمور من 7٪ إلى ما يقرب من 14٪، وإقامة كل هذه المشروعات العملاقة فى جميع المجالات.

الحكومة المقبلة مطالبة بوضع أفضل الخطط للاستغلال الأمثل لكل هذه المشروعات العملاقة التى حدثت خلال السنوات العشر الماضية، والاستفادة من الأوضاع السياسية والأمنية والاجتماعية المستقرة فى الدولة المصرية بعد فترة من التوترات والقلاقل وعدم الاستقرار، كلفت الاقتصاد المصرى ما يقرب من 440 مليار دولار.

يمكن القول إن الحكومة المقبلة لابد أن تكون حكومة «الماكينات الجاهزة»، بعد تجاوز البدايات الصعبة والمعقدة، وانتهاء فترات القلاقل والتوترات والإرهاب.

صحيح لا تزال الأوضاع العالمية غير مستقرة، ولم تضع حربا غزة و«الروسية ـ الأوكرانية» أوزارهما بعد، لكن فى كل الأحوال فإن الأوضاع الحالية أفضل بكثير من الأوضاع السابقة، بعد أن نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الانتقال بالدولة المصرية من «دولة الكيانات المهددة» إلى «الدولة القوية المستقرة»، ومن دولة تعانى الفقر الشديد فى بنيتها التحتية إلى حدوث طفرة قوية وغير مسبوقة فى تراكم الثروة المصرية، والبنية التحتية.

على الحكومة المقبلة أن تبدأ فور تشكيلها فى «إدارة الماكينات الجاهزة والحديثة» للانطلاق إلى اقتصاد إنتاجى قوى ومستقر، وتنفيذ تكليفات الرئيس فى ملف بناء الإنسان المصري، ووضعه على رأس قائمة الأولويات، حتى لا نعود مرة أخرى إلى الأزمات والمشكلات.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات