سارعت إسرائيل بنفى تورطها فى حادث طائرة الرئيس الإيرانى حيث ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل لا علاقة لها بالحادث من قريب أو بعيد.
الطريقة التى نفت بها إسرائيل علاقتها بحادث طائرة الرئيس الإيرانى فعلتها إسرائيل قبل ذلك فى أكثر من حادث فى حين كانت هى المشتبه به الرئيسى فى تلك الحوادث.
ربما أرادت إسرائيل أن ترسل رسالة ضمنية بوجودها وأياديها الخفية، وأنها قادرة على الوصول إلى العمق الإيراني، لكنها تنفى ذلك تجنبا لخطورة التداعيات الثقيلة التى يمكن أن تحدث بعد ذلك.
يبقى السؤال هل من الممكن أن تكون إسرائيل وراء الحادث؟
لا توجد إجابة محددة فى هذا الإطار، وأعتقد أن كل السيناريوهات مفتوحة، وربما يحسم هذا الأمر عدة أشياء أهمها القرار النهائى المتعلق بتقارير الطب الشرعى بعد أن تقرر عرض جثامين ضحايا الطائرة على الطب الشرعى لبيان أسباب الوفاة، والأمر الثانى الحاسم فى هذا المجال العثور على الصندوق الأسود للطائرة، ومعرفة تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل سقوط الطائرة، والإشارات والاستغاثات التى صدرت من طاقم الطائرة قبل وقوعها، وهل كان سقوطها مفاجئا أم ناتجا عن أعطال فنية؟ أم كان هناك صاروخا أو طائرة مسيرة فى ذلك التوقيت؟ أم وقع انفجار لقنبلة فى الطائرة؟ أو غيرها من السيناريوهات المحتملة أو غير المحتملة.
كل هذا يمكن أن يجيب عنه الصندوق الأسود للطائرة فى حالة العثور عليه وتحليل بياناته لوضع النقاط على الحروف فى هذا الحادث المأساوي.
أعتقد أن الشبهة الجنائية صعبة جدا فى حادث طائرة الرئيس الإيراني، وربما يكون سيناريو «القضاء والقدر» هو الأقرب فى هذا الحادث لأن إسرائيل أو غيرها تعى جيدا أن الكشف عن تفاصيل الحادث سوف يحدث عاجلا أو آجلا.
معظم حوادث الطيران مؤلمة وقاسية ومميتة، لكن أغلبها حوادث «قضاء وقدر» ومعظمها يتعلق بالظروف المناخية والطبيعية، أو الأعطال الفنية المفاجئة، لكن هناك أيضا حوادث إرهابية، وأنواع عديدة من الحوادث، وفى كل الأحوال فقد أصبح من الممكن التوصل إلى أسباب هذه الحوادث، ومعرفة تفاصيل حدوثها وإن اقتضى ذلك مرور بعض الوقت للكشف عن كل هذه الملابسات.
فى اعتقادى أنه من الصعب أن تتورط إسرائيل فى مثل هذا الحادث لعدة أسباب أبرزها ورطتها الحالية فى غزة، وبالتالى هى ليست مستعدة أو قادرة على فتح جبهة جديدة حاليا، وثانيا أن وجه إسرائيل بات ملطخا بالدماء، وهى مطاردة بتهم الإبادة الجماعية، وقادتها معرضون للملاحقات القضائية من المحكمة الجنائية الدولية حاليا، ومن الغباء أن تتورط فى جريمة جديدة ضد طائرة مدنية فى مهمة تقليدية مقررة بشكل روتيني.
عموما الأيام المقبلة كفيلة بإزاحة الستار عن تفاصيل كثيرة متعلقة بهذا الحادث المأساوى المروع الذى راح ضحيته الرئيس الإيرانى ومرافقوه.
التعليقات