‏أخطر حوار..!

‏أخطر حوار..!

عبدالمحسن سلامة

◙ حسن الصباح: «مش شايف يا يحيى إنه آن الأوان إننا نفتح قلوبنا لبعض.. قلعة «الموت» مافيهاش ظاهر وباطن، ما فيهاش غير قلوب صادقة وألسنة لا تنطق إلا بالحق.. أنت يا يحيى دخلت «الموت» موش عشان تأخد بثأر أبوك وأمك .. لا.. عشان تقتل حسن الصباح.. دخلت بنية قتل واحد يساوى عند ربنا كل المسلمين... أى جنون صورهولك عقلك... أى خدعة خدعها لك الشيطان».

◙ يحيى: «تقدر تقول أى شرف لى.. أو أى إزاحة لأكبر مصيبة حلت على الإسلام والمسلمين..

الإسلام فى ظنى إسلام واحد... صافى... ليله زى نهاره.. لكن النفوس المريضة والأطماع هى اللى شوهته».

◙ حسن الصباح: «كلامك فى ريحه من تعليم الغزالى».

◙ يحيى: «شيخى وأستاذى».

◙ الصباح: «راجل جميل، ولولا ضلاله لكان له شىء عظيم.. للأسف سخر علمه فى خدمة أهل الضلال».

◙ يحيى: «ده كلامك.. لكن نقدر نقول إنه أنقذ الأمة من الضلال.. وأحياها فى وقت كانت ممكن تغرق فيه فى الأفكار الضالة زى أفكاركم وأفكار غيركم».

هذا المشهد استوقفنى كثيرا فى أثناء متابعة مسلسل «الحشاشين»... المسلسل الوحيد الذى أتابعه من مسلسلات رمضان وقت السحور كل ليلة، وهو مسلسل يستحق المتابعة والاهتمام لما فيه من جوانب تاريخية ودرامية ثرية.

المشهد يعبر بوضوح عن تركيبة التطرف والإرهاب وعقولهم الضالة، فى مواجهة شرسة بين زعيم الإرهابيين حسن الصباح، وأحد الشباب الحر الجرىء الذى قرر مواجهة حسن الصباح وفرقته الضالة.

«الحشاشين» طائفة حقيقية لها ظل حقيقى فى التاريخ، وهناك مؤلفات عديدة حولها، ومن أشهرها مؤلف الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، بعنوان «أسرار الباطنية والفرق الخفية.. حركة الحشاشين… تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية فى العالم الإسلامى» وهو كتاب صدر منذ أكثر من 35 عاما، ويدور حول حركة الحشاشين، أخطر حركة سرية شهدها العالم الإسلامى، نظرا لما كان لها من تأثير سلبى واسع النطاق فى المجتمع إبان فترة بالغة التعقيد.

نجحت الشركة المتحدة فى إنتاج أضخم وأهم مسلسل حول هذه الجماعة الإرهابية بوجهها القبيح، بإعتبارها الأصل لكل الجماعات والفرق الإرهابية المعاصرة فى العالم الإسلامى بسرد درامى رائع للكاتب العبقرى عبدالرحيم كمال، وإخراج متميز للرائع بيتر ميمى.

الحوار بين الصباح، زعيم الجماعة، وأميرها، ويحيى، الشاب المخلص لدينه يكشف طبيعة هذه الجماعات الإرهابية، ودورها الخبيث فى ضرب وحدة المسلمين، وتقسيمهم، وتكفير بعضهم بعضا، ليكون ذلك أكبر مصيبة تحل على الإسلام والمسلمين، لأن الإسلام الحقيقى هو إسلام واحد.. صافى.. ليله مثل نهاره.

كل التحية والتقدير لكل من أسهم فى إخراج هذا العمل الدرامى الرائع إلى الوجود ليكون آلة تحذير وانتباه لكل الغافلين والواهمين والمخدوعين.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات