‏لن نهنأ وغزة تبكى

‏لن نهنأ وغزة تبكى

عبدالمحسن سلامة

نقول للفلسطينيين: «مصابكم مصابنا، وألمكم ألمنا»، تلك هى الرسالة التى وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول، فى أثناء الاحتفال بـ «يوم الشهيد»، لتخرج من قلب زعيم مصر التى أعطت، وتعطى، وضحت، وتضحى، من أجل فلسطين على مدى أكثر من ٧٥ عاما حتى الآن.

نعم.. لن نهنأ برمضان وغزة تصرخ، وتبكى، وتتألم من عدوان الجيش النازى عليها، ومحاصرة سكانها وهم جوعى، ومرضى.

تحذيرات متتالية من منظمات الإغاثة من ارتفاع معدلات الوفيات فى غزة بسبب سوء التغذية بعد أن بات الجوع يهدد أكثر من مليونى مواطن بها، بعد ٥ أشهر من الحرب المجنونة، والمدمرة على القطاع، والتى حصدت أكثر من ٣٠ ألف قتيل، وأكثر من ٧٠ ألف مصاب.

بايدن المتناقض، الذى يقول الشىء ويفعل عكسه، شكك فى إمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول شهر رمضان قائلا للصحفيين: « يبدو الأمر صعبا»، والحقيقة أن العالم لم يعد يفهم كلام بايدن، وتناقضاته، فهو من يقف وراء العدوان الإسرائيلى، ويحمى إسرائيل فى المحافل الدولية، ويقوم بتمرير أكثر من ١٠٠ صفقة سلاح خلال الأشهر الخمسة الماضية، بمعدل يصل إلى ٢٠ صفقة سلاح كل شهر لإسرائيل، ثم يقول: «يبدو الأمر صعبا» عن وقف إطلاق النار.

نعم.. سوف يكون الأمر صعبا، بل مستحيلا، مادام بايدن وإدارته مستمريّن فى إمداد إسرائيل بأسلحة القتل، ودعمها بالأموال اللازمة، وحمايتها فى المحافل الدولية.

سوف يستمر جيش العدوان الإسرائيلى فى ارتكاب المذابح، والتدمير، والتهجير فى رمضان ضاربا عُرض الحائط بمشاعر أكثر من مليارى ونصف المليار مسلم فى العالم يشاهدون أقذر حرب ضد مليونين ونصف المليون مواطن فى غزة يتضورون جوعا بعد أن نفد الغذاء، والدواء، والماء، وأصبح الحصول على المعونة الغذائية ضربا من العذاب بعد أن منعت إسرائيل دخول الشاحنات عبر المعابر إلا بشكل ضئيل لا يتناسب مع احتياجات المواطنين الطبيعية.

لو أراد بايدن مخلصا أن يوقف الحرب لفعل ذلك ببساطة، لكنه يماطل، ويخترع المبررات لإسرائيل لاستكمال عدوانها، وتدميرها فى قطاع غزة، ويلجأ إلى التلاعب بالألفاظ كما فعل فى خطاب حالة الاتحاد ليستعيد بعضا من شعبيته بعد أن تمرد عليه الكثيرون من المنتمين لحزبه نتيجة فشله الذريع فى حرب غزة، وتورطه بشكل مباشر فى هذا الصراع، ودعمه اللا محدود للعدوان الاسرائيلى.

لن ننسى غزة فى رمضان، أو غير رمضان، ولن ينساها كل أصحاب الضمائر الحية فى العالم من مسيحيين، ويهود، ولا دينيين، وكل إنسان ذى قلب، وعقل بعيدا عن السفاحين، والقتلة، والإرهابيين من القادة الإسرائيليين، وجنود، وضباط جيش العدوان، والنازيين الجدد.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات