من الأشياء التى تدعو إلى الأمل، والتفاؤل فى مصر هذا العام زيادة أعداد الزائرين لمعرض الكتاب إلى ما يقرب من ٥ ملايين بنهاية أيام المعرض، حيث سجل المعرض حتى نهاية يوم السبت الماضى أكثر من ٤ ملايين زائر، ولذلك فمن المتوقع الوصول إلى رقم 5 ملايين زائر، لأول مرة، فى معرض الكتاب بنهاية اليوم، وإن كنت أتمنى أن يتم مد المعرض إلى نهاية يوم الجمعة المقبل لينتهى مع انتهاء إجازة منتصف العام لتلاميذ، وطلبة الجامعات، والمدارس فى مصر.
زيادة أعداد الزائرين لمعرض الكتاب رد عملى على دعاوى «التافهين» بزوال عصر القراءة، فالقراءة كانت، وستظل، غذاء العقل، والقلب، ودينامو شحن العقول.
حينما أقول القراءة فإننى أعنى القراءة بكل أشكالها الورقية، والإلكترونية، فالمهم القراءة أيا كانت وسيلتها، لكن هناك فارقا ضخما بين القراءة والاكتفاء بضياع الوقت فى "تفاهات" الموبايلات من مقاطع فيديو سخيفة، أو وسائل التواصل الاجتماعى التى تكون أضرارها أكثر من فوائدها.
لا تعارض على الإطلاق بين التقدم والتكنولوجيا بمختلف أنواعها من جانب، والقراءة من جانب آخر، لأن القراءة، والبحث، والعلم هى من كانت، ولاتزال، وراء التقدم، واختراع المزيد من أنواع التكنولوجيا المتقدمة.
لابد أن نتذكر دائما المثل الإنجليزى الشهير «Leaders are readers» (القادة هم القراء)، فالقائد الناجح لابد أن يكون قارئا ناجحا، لأنه يكون ملما بكل الجوانب المختلفة اللازمة لأن يكون قائدا ناجحا، ومتميزا.
رقم الـ«٥» ملايين يجب أن يكون تحت نظر الوزارات المعنية من الثقافة، والشباب والرياضة، والتعليم العالى، والتعليم.. وغيرها من الوزارات للبناء على ذلك الرقم، وكيفية تعظيمه، ودراسته.
القراءة تعنى زيادة الوعى، والحفاظ على الهوية الوطنية، والتحصين ضد الشائعات.. وكلها مقومات مهمة فى تقدم، ونهضة الشعوب.
ما لفت انتباهى فى زائرى المعرض هو كثافة زيارات الأسر، ومجموعات الأصدقاء، بالإضافة إلى الزيارات الفردية، وكلها تؤكد عودة القراءة إلى ما كانت عليه حينما كنا نتفاخر بها، ونتسابق عليها فيما بيننا، وفى المدارس، والجامعات، والأندية ومراكز الشباب.
تبقى مشكلة أسعار الكتب المرتفعة بسبب زيادة أسعار الورق، وهو ما يحتاج من الحكومة عودة «مكتبة الأسرة» من جديد، لتوفير طبعات شعبية للكتب بأسعار مدعمة للشباب، والأطفال، ولكل أفراد الأسرة المصرية.
التعليقات