بلينكن.. ‏وزير خارجية إسرائيل

بلينكن.. ‏وزير خارجية إسرائيل

عبدالمحسن سلامة

المفترض أن يبدأ أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الإسرائيلى، أقصد الأمريكى، زيارة إلى المنطقة غدا، لتكون هى الزيارة «السادسة» التى يقوم بها بلينكن إلى إسرائيل منذ اندلاع حربها على غزة، بمعدل زيارتين كل شهر تقريبا، وهو معدل زيارة غير مسبوق لوزير خارجية أمريكى لأى دولة من دول العالم، بما فيها أوكرانيا فى أثناء أزمتها الحالية مع روسيا، والتى تساند فيها أمريكا أوكرانيا بقوة، لكن مع إسرائيل فإن الوضع يختلف!

الحرب على غزة أكدت مقولة أن «إسرائيل ولاية أمريكية» تم زرعها بعنف داخل الجسد العربى فى المنطقة، وذلك بدلا من أن تقوم أمريكا باتخاذ ما يلزم لقبول الجسد هذا الجسم الغريب، والشاذ، وأوله الاعتراف بالدولة الفلسطينية طبقا لمقررات الشرعية الدولية، ومجلس الأمن، على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقيامها طبقا لمقررات الشرعية الدولية التى أيدتها الولايات المتحدة الأمريكية من قبل هو سر استقرار، أو عدم استقرار، الشرق الأوسط، وسر السلام المفقود فى المنطقة.

للأسف الشديد أمريكا لم تتعلم من أخطائها طوال 76عاما، منذ قيام دولة إسرائيل، رغم ما حدث من تحولات ضخمة، وعميقة فى العلاقات الدولية، أو منطقة الشرق الأوسط.

أمريكا تحتاج إلى رئيس شجاع على غرار كارتر، أو كلينتون، وتحتاج إلى وزير خارجية لها، وليس لإسرائيل، لكى يكون وسيطا نزيها، وعادلا يسعى لإقامة السلام العادل، والدائم للمنطقة، والذى يضمن استقرار المنطقة كلها، بما فيها دولة إسرائيل، والسلام معها، وتحقيق المصالح الأمريكية التى لا تتعارض مع مصالح الشعوب العربية.

للأسف الوضع الحالى لا يبشر بخير، وزيارة بلينكن السادسة لإسرائيل ربما تعكس حجم الأزمة الخطيرة التى تعيشها تل أبيب، وحجم «الورطة» التى وقعت فيها أمريكا بسبب سياستها المنحازة لمصلحة إسرائيل، ومحاولة البحث عن مخرج آمن لتلك المشكلات.

فى كل الأحوال سوف تظل الأزمة مشتعلة حتى لو تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مادامت الأوضاع على الأرض مستمرة كما هى.

شكرا للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى كان واضحا، وصادقا، وقويا منذ بداية الأزمة، حينما طالب بالعودة إلى «جذر» المشكلة، وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، إذا كانت هناك رغبة جادة، وحقيقية فى إقامة السلام العادل، والدائم فى منطقة الشرق الأوسط، وهذه هى «الروشتة» المصرية، وصوت العقل الذى لا بديل له الآن، أو مستقبلا.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات