‏تخاريف «تل أبيب»..!

‏تخاريف «تل أبيب»..!

عبدالمحسن سلامة

حالة من التخبط، والهذيان تعيشها دولة إسرائيل بعد فشلها فى غزة، وتعريتها أمام محكمة العدل الدولية فى «لاهاى»، حيث لجأت إلى نشر الأكاذيب فى محاولة فاشلة منها لإخفاء وجهها القبيح، وأفعالها الشيطانية.

من تلك الأكاذيب ما قالته أمام محكمة العدل الدولية من أن تعطيل دخول المساعدات ليست هى السبب فيه، وإنما يرجع إلى الجانب المصرى فى إطار الأكاذيب الساذجة التى تحاول ترويجها لإخفاء جرائمها فى غزة، والدليل على ذلك ما يلى:

أولا: معبر رفح ليس هو المعبر الوحيد، فهناك معابر أخرى مثل معبر إيرز، ومعبر المنطار الذى أغلقته إسرائيل فى مايو ٢٠١١، ومعبر كرم أبو سالم، وهذه المعابر الثلاثة تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، وأغلقتها إسرائيل فى وجه المساعدات الإنسانية، ومنها ما تم إغلاقه قبل ذلك مثل معبر المنطار، والباقى تم إغلاقه فور اندلاع الحرب على غزة، وتعطيله بالقوة العسكرية.

ثانيا: فيما يخص معبر رفح فإن مصر قد أصرت على فتحه منذ اللحظة الأولى، لتقف شاحنات المساعدات بامتداد عدة كيلو مترات فى انتظار سماح الجانب الإسرائيلى بدخولها، بل إن «الأفظع» فى هذا الإطار هو قصف الجيش الإسرائيلى المعبر من الجانب الفلسطينى ٤ مرات على الأقل بعد الحرب على غزة، مما حال دون تحريك الشاحنات، وإلا فإنها تصبح معرضة للخطر، وهدفا للقوات الإسرائيلية.

فى كل مرة كانت مصر تتدخل لإصلاح المعبر، وتذليل المشكلات لاستمرار عمليات دخول المساعدات، وكانت العقبات الإسرائيلية تحول دون دخول العدد اللازم والكافى من شاحنات المساعدات كما يحدث إلى الآن.

ثالثا: قام أنطونيو جوتيريش،الأمين العام للأمم المتحدة، بزيارة معبر رفح فى الجانب المصرى قبل ذلك وحيا جهود مصر، وكذلك فعل رئيسا وزراء النرويج وإسبانيا، وعدد كبير من وزراء الخارجية فى الدول الغربية، ودول العالم، ووفد من أعضاء مجلس الأمن، وجميعهم أشادوا بالموقف المصرى، لكنهم، للأسف، لم يتمكنوا من الدخول إلى الجانب الفلسطينى لسيطرة القوات الإسرائيلية عليه، وخوفهم من تعريض حياتهم للخطر.

رابعا: كانت، ولاتزال، مصر من أكثر الدول التى قدمت، وتقدم، المساعدات، حيث تزيد المساعدات المصرية على 60% من إجمالى المساعدات المقدمة من دول العالم المختلفة.

أكاذيب إسرائيل لن تنتهى، ومن الواضح أنها مُصرة على السير فى اتجاه التصعيد، واستمرار عمليات الإبادة ضد الفلسطينيين فى غزة إلا إذا رفعت أمريكا، والدول الغربية أياديها عنها، فهل يحدث ذلك؟.. للأسف أشك.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات