أتمنى أن يكون الرئيس الأمريكى جو بايدن قد تنبه إلى مأساة الزميل وائل الدحدوح بعد أن فقد أمس الأول نجله الأكبر لينضم إلى قافلة شهداء العائلة.
من قبل فقدَ الزميل الصحفى وائل الدحدوح، مراسل قناة الجزيرة، زوجته، وابنه محمود، وابنته شام البالغة من العمر ٨ سنوات، وحفيده آدم ابن نجله حمزة.
أمس الأول لحق حمزة وائل الدحدوح، الذى يعمل مراسلا صحفيا، بنجله آدم، وشقيقه، وشقيقته، وأمه فى أثناء تأديته مهام عمله لتغطية أحداث العدوان الإسرائيلى فى غرب خان يونس، ضمن وفد صحفى، لتقوم الطائرات الإسرائيلية بقصف سيارة الزملاء الصحفيين، ويقع الوفد الصحفى بين قتيل وجريح، حيث لقى حمزة مصرعه على الفور، ومعه زميل صحفى آخر وهو مصطفى ثريا، ويصاب بقية الطاقم الصحفى ممن كانوا ضمن ركاب السيارة.
كنا نسمع عن عقد المؤتمرات الصحفية العاجلة للرئيس الأمريكى جو بايدن، وأعضاء الإدارة الأمريكية، ولجان حقوق الإنسان فى الكونجرس الأمريكى بغرفتيه (النواب والشيوخ) فور وقوع حادث مقتل، أو إصابة، أو حتى حبس أحد الصحفيين فى بعض المناطق، أما الآن فالصحفيون يُقتلون بالعشرات فى أسوأ مجازر للصحافة والصحفيين فى التاريخ الحديث، والإدارة الأمريكية « تغط» فى النوم العميق لا تسمع، ولا ترى، ولا تتكلم، فهل تحول الصحفيون فى نظر الإدارة الأمريكية إلى حملة بنادق، ورشاشات، وأسلحة ثقيلة، أو خفيفة؟!
الأمر المؤكد أن هذا لم ولن يحدث، والإدارة الأمريكية تعلم ذلك جيدا، لكنها ازدواجية المعايير، وأكاذيب حرية الرأى، والتعبير، ووهم الدفاع عن الديمقراطية التى لطالما «صدعوا» رءوسنا بها، لكنها سقطت تحت دبابات، ومدافع، وطائرات أمريكا التى تستخدمها إسرائيل لقتل الصحفيين، والأطفال، والنساء، والعجائز فى مجازر دموية غير مسبوقة.
تلجأ إسرائيل إلى كل الأساليب «القذرة» لإسكات الأصوات، والأقلام، والصور التى تفضح العدوان الإسرائيلى الغاشم، وتستهدف الصحفيين دون تمييز بعد أن لجأت إلى قطع الإنترنت، والكهرباء، وكل الأساليب الهمجية الأخرى، وبعد فشلها فى تحقيق أى هدف من أهدافها لجأت إلى الإبادة الجماعية للصحفيين.. وغيرهم، فهل تهز مأساة الزميل وائل دحدوح، وعائلته ضمير الرئيس الأمريكى، وإدارته أم ينتظرون المزيد؟!
التعليقات